google.com, pub-3455913717300994, DIRECT, f08c47fec0942fa0
صدى الواقع اليمني: أيمن الطاهري
Published from Blogger Prime Android App
أثارت واقعة احتجاز الصحفي والمصور “عبدالرحمن الحميدي” من قبل الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب وإرغامه على توقيع تعهد بعدم النشر موجة واسعة من الإدانات والاستنكار من قبل نقابة الصحفيين اليمنيين ومنظمات حقوقية وإعلاميين معتبرين ذلك مؤشراً خطيراً على تراجع الحريات الصحفية في المحافظة
وبحسب مصادر حقوقية وإعلامية متطابقة فقد تم احتجاز الصحفي الحميدي لعدة ساعات يوم أمس الاثنين وتعرض خلالها لمعاملة قاسية قبل أن يُجبر على توقيع تعهد خطي يلزمه بعدم نشر أي مواد صحفية تتعلق بالشأن المحلي في مأرب إلا بعد الرجوع إلى الجهات الأمنية وأخذ موافقتها المسبقة
وفور انتشار الخبر أصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بياناً أدانت فيه بشدة واقعة الاحتجاز والتعامل القاسي الذي تعرض له الحميدي معتبرة إجباره على توقيع التعهد “انتهاكاً صارخاً لحرية الرأي والتعبير ومحاولة لتكميم الأفواه وتقييد العمل الصحفي”
وطالبت النقابة في بيانها السلطات المحلية والأمنية في محافظة مأرب بـ”فتح تحقيق عاجل في الواقعة ومحاسبة المتورطين فيها وتوفير الحماية اللازمة للصحفي الحميدي وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات التي تسيء إلى سمعة المحافظة وتتنافى مع القوانين والمواثيق التي تكفل حرية الصحافة”
كما أدانت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) ما وصفته بـ”الانتهاكات التعسفية والخطيرة” التي طالت الصحفي” الحميدي” مؤكدة أن “احتجازه وإكراهه على توقيع تعهد تحت التهديد يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الصحفيين وتعدياً على حرية العمل الصحفي المكفولة دستورياً وقانونياً”
وطالبت منظمة صدى بتحقيق “مستقل وعاجل” في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها ووضع حد للممارسات التي تستهدف الصحفيين وتقيد حريتهم في ممارسة عملهم المهني
وعلى منصات التواصل الاجتماعي عبر العديد من الإعلاميين والناشطين والحقوقيين عن غضبهم واستيائهم من الحادثة مطلقين وسوم #الصحافة_ليست_جريمة و #عبدالرحمن_الحميدي و #حرية_الصحافة
واعتبر المغردون أن ما حدث للصحفي “الحميدي” يمثل “انحرافاً خطيراً للبوصلة في مأرب” وأن “الأمن لا يُبنى بإسكات الأصوات الحرة بل بحماية الحقوق والحريات”… وحذروا من أن “التضييق على حرية الكلمة واعتقال الصحفيين لمجرد قيامهم بواجبهم هو سلوك لا يختلف في جوهره عن ممارسات المليشيات”
وتأتي هذه الحادثة لتثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الحريات الصحفية في محافظة مأرب التي كانت تُعتبر ملاذاً آمناً نسبياً للصحفيين والإعلاميين الفارين من بطش المليشيات في مناطق سيطرتها
ويرى مراقبون أن مثل هذه الممارسات الأمنية غير المبررة قد تؤدي إلى خلق بيئة معادية للعمل الصحفي وتدفع الصحفيين إلى ممارسة الرقابة الذاتية خوفاً من الملاحقة والاعتقال مما يضر بحق المجتمع في الحصول على المعلومات ومعرفة الحقيقة
ويبقى السؤال الأهم هل ستستجيب السلطات في مأرب لدعوات التحقيق والمحاسبة وتتخذ إجراءات حقيقية لضمان حماية الصحفيين وحرية العمل الإعلامي أم أن هذه الحادثة ستكون بداية لمرحلة جديدة من التضييق على الحريات في المحافظة؟
🔗 رابط مختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *