google.com, pub-3455913717300994, DIRECT, f08c47fec0942fa0
صدى الواقع اليمني – كتب: حسين الشدادي
Published from Blogger Prime Android App
حين يُذكر الرجال العظام، وتتردد أسماؤهم في المجالس كترديد نشيدٍ خالدٍ في ذاكرة الوطن، يقف التاريخ طائعاً بين يدي من خلدوا بصمتهم في وجدان الأمة. والفندم سمير عبدالله يحيى السبئي ليس مجرد اسم يمر مرور الكرام، بل هو عنوان شامخ في سجل العطاء، وسطر ناصع في كتاب الكرامة، وامتدادٌ مجيدٌ لأسرةٍ عريقة عُرفت بالبطولة والإباء، إذ هو شقيق الشهيد القائد الشيخ محمد عبدالله يحيى السبئي، ذاك الفارس الذي نازل المليشيات الحوثية الإرهابية، وسطر بدمه ملحمة الفداء، ورحل عظيماً كما عاش.
وإذا كان الشهيد محمد السبئي قد رحل بجسده، فإن روحه، وسماته، ومدرسته النضالية ما تزال حية في شقيقه الفندم سمير السبئي، ذلك القائد الذي حمل المشعل بعد أخيه، وواصل المسير بثبات المؤمن، ويقين المجاهد، وعزيمة لا تلين.
شخصيةٌ أمنيةٌ فريدة في زمن القلق والانفلات
حين تسلم الفندم سمير السبئي مهامه مديراً لقسم شرطة يفرس، لم يكن الأمر مجرد تكليفٍ وظيفيٍّ عابر، بل كان بداية لتحولٍ عميق في المشهد الأمني للمنطقة. فقد حلّ الأمن في ربوعها، واستتبّ النظام بعد سنواتٍ من الغياب والتسيب. فكان الرجل المناسب في الوقت المناسب، يقود بعقله وقلبه، يجمع بين الحزم والرحمة، وبين الانضباط وروح المبادرة.
لم تكن مهمته سهلة في منطقة أنهكها الصراع، وأرهقها الانقسام، لكنه آمن أن الأمن ليس مجرد تسيير دوريات، بل هو بناء ثقة، وإرساء عدالة، وملء فراغ الدولة بروح القائد المسؤول. فكان حضوره ملاذاً للمظلوم، ودرعاً للضعيف، وحاجزاً منيعاً أمام كل من تسول له نفسه العبث بطمأنينة المواطنين.
قائد شاب، ولكن بحكمة الشيوخ
ما يميّز الفندم سمير السبئي، أن حداثة سنه لم تحجب حكمته، ولم تقلل من هيبته، بل زادته قرباً من الناس، وتواضعاً جعل العامة يلمسون فيه الأب الحنون، والأخ الناصح، والقائد المتواضع. ينام متأخراً بعد جولات تفقدية، ويصحو باكراً يتابع البلاغات، ويشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة، لا يترك أمراً للصدفة، ولا يقف متفرجاً على الظلم.
امتلك أدوات القائد الناجح، فأتقن فن الإصغاء، وفن الإنصاف، وفن فرض الهيبة من غير قسوة، بل بالحكمة والعدل والإنصاف. ومن حوله، كوّن فريقاً أمنياً متجانساً، صنع منهم درعاً منضبطاً تتكئ عليه المنطقة في زمن الغياب الكبير للدولة.
إبن الشهداء وسليل المجد
يحق ليفرس أن تفخر بابنها البار، ويحق للوطن أن يعتز بأحد فرسانه، فالفندم سمير السبئي ليس مجرد رجل أمن، بل هو مشروع وطني حيّ، نموذج للمسؤول الذي لا تتغيره المناصب، ولا تغريه الأضواء، ولا تغويه المغانم. فكما كان شقيقه الشهيد القائد محمد السبئي ملء الميدان بطلاً، ها هو سمير في الميدان نفسه، بطلاً من نوع آخر، لا تقل معركته شرفاً عن معركة البندقية، بل هي معركة النظام والاستقرار، وهي في وطنٍ جريحٍ لا تقل قداسة عن معركة البقاء.
سمير السبئي… اسم من ذهب في زمن الصدأ
اليوم، حين تذكر “يفرس”، تقترن باسمه، لا لأنه مجرد مسؤولٍ أمنٍ فيها، بل لأنه غرس في وجدان أهلها الطمأنينة، وشاد بجدرانها حصناً للحق، وكتب على بوابتها: هنا يقف الأمن شامخاً، لا يتزعزع.
وهكذا، يكتب التاريخ من جديد على جبين الوطن:
أنّ في يفرس رجلاً اسمه سمير السبئي،
من سلالة الشهداء،
من معدنٍ أصيل،
ومن طينة القادة الذين يولدون في لحظة فارقة،
ليصنعوا الفرق.
فدمت أيها القائد النبيل، ودام عطاؤك،
وسيظل اسمك مشعّاً في سماء يفرس، كما لمع اسم أخيك الشهيد في ميدان العزة والكرامة،
وإنّا على دربكم سائرون، حتى نلقى الله أو ينتصر الوطن.
🔗 رابط مختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *