صدى الواقع اليمني – كتب: محمد محمد السفياني
قراءة في تاريخ المملكة الاسلاميه في منطقة الشرق الاوسط سكان المملكة الإسلامية في عصر الدوله العباسية ثلاث قوميات الفرس ، العرب ، الاترك .
نبدأ اخر قوميه دخلت المملكة الإسلامية ” القومية التركية “.
في عصر المعتصم الذي تولى الخلافه سنه ٢١٨ استقدم سنه ٢٢٠ قوما من بخارى وسمر قند وفرغانة وغيرها من البلاد التي نسميها “تركستان”وما وراء النهر “اشتراهم وبذل فيهم الأموال، والبسهم انواع الديباج ومناطق الذهب ، وأمعن في شرائهم حتى بلغت عدتهم ثمانية آلاف مملوك ، وقيل ثمانية عشر ألفاً” وهو الأشهر.
وسبب اتجاه المعتصم إلى الاتراك يرجع إلى الأمور :
ـأن أهم عنصر في الجند كانوا إلى عهد المعتصم هم الخراسانيين وهم فرس من خراسان ،وكانو عماد الدوله العباسية نحو قرن ،من عهد إنشاء الدوله الا المعتصم ،كما كانوا حراس الخلفاء ،وكان بجانب هولاء الجنود من الفرس جنود من العرب , من مصر واليمن وربيعة ،ولكن هولاء العرب كانوا أقل شأناً وأقل حظوة ، وأقل عدداً من الفرس .
ضعفت ثقة الخلفاء بالعرب على مر الأيام ، إذا راوهم لا يتحمسون للقتال لهم تحمس الفرس ولا يدافعون عن الحكام ويترفعون عن خدمة الحكام . وقد ورد أن رجلاً تعرض للمأمون في الشام وقال له:
“ي امير المؤمنين انظر لعرب الشام كما نظرت لعجم أهل خراسان” ولكن المعتصم بدأ يشعر أيضاً بضعف ثقته بالفرس، وذلك أن كثيراً من الجند لما مات المأمون فارسية ، فدعتهم عصبيتهم للمأمون ،نصف الفارسي، إن يتعصبوا لأبنه العباس أيضاً.
وذكر ” الطبرى” أن الجند شغبوا لما بويع لأبي اسحاق “المعتصم”بالخلافة وتظاهروا فطلبوا العباس ونادوه بأسم الخلافة، فأرسل أبو اسحاق إلى العباس فاحضره فبايعه “العباس” ثم خرج العباس إلى الجند فقال :ماهذا الحب البارد ! قد بايعت عمي ،وسلمت الخلافه إليه ،فسكن الجند .
لم تمر هذه الحادثة على المعتصم من غير أن تدعوه إلى التفكير العميق حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث ، ففكر أن يستعين بقوم غير الفرس وغير العرب ،فهداه تفكيره إلى الترك ،وظل لا يصفو للعباس ولا العباس يصفو له حتى اتهم العباس بأنه يدبر مؤامرة لاغتيال المعتصم ، فقبض على العباس وسجن ومنع عنه الماء حتى الموت.
-وسبب آخر لاستدعاء المعتصم الترك ، وهو أن أم المعتصم أصلها من هذه الأصقاع التركيه، فقد كانت من السغد ، واسمها مارده ، وكان في طباعه كثير من طباع هولاء الاتراك ،من القوه والشجاعة والاعتداد بقوة الجسم ؛”وكان يجعل زند الرجل بين إصبعه فيكسره “. ويقول احمد بن أبي دواد: “كان المعتصم يخرج ساعده إلى ويقول عض ساعدى بأكثر قوتك،فامتنع ،فيقول :أنه لا يضرني ،فأروم ذلك فإنه هو لا تعمل فيه الأسنه فضلاً عن الأسنان ” فدعته العصبية التركية والتشابه الخلقي أن يفكر في استدعاء الاتراك ففعل.
استكثر المعتصم من الأتراك حتى ملئوا بغداد وضايقو اهلها، كما عمل الفرس من قبلهم بعهد المأمون ،قال المسعودي: كانت الاتراك تؤذي العوام بمدينه السلام بجريها بالخيول في الأسواق وما ينال الضعفاء والصبيان من ذلك ، فكان أهل بغداد ربما ثاروا ببعضهم فقتلوه عند صدمه لأمرأةأو شيخ كبير ،او صبي أو ضرير ، فعزم المعتصم على النقلة معهم..
فانتهى إلى موضوع سامراء ،فاحضر الفعلة والصناع وأهل المهن من سائر الأمصار نقل إليه من سائر البقاع انواع الغروس والأشجار ، فجعل للأتراك مواضع متميزه ولا زال العرب حتى يومنا هذا أما تبع الفرس أو تبع الاتراك ليس كحكام إنما كتبعيه دينيه أو سياسية ،منذ عهد أم المأمون وام المعتصم ، اتمنى أن يقرأ العرب التاريخ صحيحاً ويعلم أن امتداد الصراعات في منطقتهم ليست ناجمه عن خلافات عربيه عربيه وانما من خلافات قديمه بين الاتراك والفرس فهل من مدكر ؟

