جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

ترميم جامع الشيخ أحمد بن علوان: إعادة إحياء إرث تاريخي وديني في يفرس، جبل حبشي

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي

شهد جامع الشيخ أحمد بن علوان، أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية في اليمن حملة ترميم واسعة تهدف إلى الحفاظ على هذا الإرث الذي يمثل جزءًا من الهوية الثقافية والدينية لليمن. الترميم الحالي يتم بتمويل من مكتب الأوقاف في تعز، وتنفيذ عمال من هيئة الآثار، في إطار جهود تنسيق متعددة لإعادة الحياة إلى هذا المعلم البارز.

تاريخ الجامع وأهميته

يعد جامع الشيخ أحمد بن علوان، الذي يعود بناؤه إلى القرن السابع الهجري، ليس مجرد مكان عبادة، بل مركزًا علميًا وروحيًا تخرج منه العديد من العلماء والمفكرين، الشيخ أحمد بن علوان، الذي يعتبر أحد أعلام الصوفية في اليمن، ترك إرثًا دينيًا وثقافيًا عظيمًا يتمثل في تعاليمه الصوفية التي لا تزال مؤثرة إلى اليوم.

التحديات التي واجهها الجامع

على مر العقود، تعرض الجامع للإهمال وسوء الإدارة، مما أدى إلى تدهور بنيته وتلف أجزاء مهمة من معالمه التاريخية، وتشمل الأضرار انهيارات في بعض الجدران، وتصدعات في الأسقف، وتلف الزخارف والنقوش. تفاقم الوضع مع غياب الصيانة المنتظمة، فضلاً عن الأحداث السياسية والصراعات التي أثرت على اليمن بشكل عام وتعز بشكل خاص.

جهود الترميم الحالية

استجابة للنداءات المتكررة من السكان المحليين والمثقفين، أطلق مكتب الأوقاف في تعز مشروع ترميم شامل للجامع، وقد تم تكليف هيئة الآثار بالإشراف على العمل لضمان الالتزام بالمعايير الهندسية والأثرية، يتضمن المشروع:

1. إصلاح البنية التحتية: ترميم الجدران والأسقف المتضررة باستخدام مواد تقليدية تتماشى مع طراز البناء الأصلي.


2. استعادة الزخارف والنقوش: إعادة تجديد النقوش التاريخية التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية للجامع.


3. تحسين المرافق العامة: إضافة مرافق جديدة وتحسين البيئة المحيطة بالجامع لخدمة الزوار والمصلين.



التعاون المحلي والدولي

جاءت هذه الجهود بعد زيارة وفد تركي متخصص في المواقع الأثرية والمدارس الإسلامية إلى الجامع في وقت سابق، تخللت الزيارة مناقشات حول إمكانية دعم الترميم بمشاركة خبرات دولية. كما أبدى الوفد إعجابه بالمكانة التاريخية للجامع وأهمية الحفاظ عليه.

دور الشخصيات المحلية

لعبت شخصيات بارزة من أبناء المنطقة دورًا حيويًا في متابعة ملف الترميم، من بين هذه الشخصيات، مدير عام المديرية فارس المالكي وأمين عام المجلس المحلي محمد عبدالباري السفياني، اللذان بذلا جهودًا ملموسة في متابعة الجهات المعنية لتأمين الدعم اللازم، كما كان للعاقل عوض الأهدل دور محوري في تسهيل أعمال الترميم.

التطلعات المستقبلية

يأمل السكان المحليون أن تكون هذه الحملة بداية لمرحلة جديدة من الاهتمام بالمواقع التاريخية في تعز واليمن بشكل عام. ويرى العديد من المراقبين أن الحفاظ على جامع الشيخ أحمد بن علوان يتطلب استراتيجية طويلة الأمد تشمل:

إنشاء صندوق خاص لدعم الصيانة الدورية.

إشراك المجتمع المحلي في إدارة الموقع.

تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي والديني.


ويعكس مشروع ترميم جامع الشيخ أحمد بن علوان التزامًا متجددًا بالحفاظ على الإرث الثقافي والديني لليمن، ومع استمرار هذه الجهود، يبقى الأمل معقودًا بأن يتحول الجامع إلى وجهة دينية وسياحية تجذب الزوار من داخل البلاد وخارجها، ليظل شاهدًا على عظمة التاريخ اليمني وتراثه الغني.

Post a Comment

أحدث أقدم