صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي
في ظل التظاهرات الحاشدة التي اجتاحت محافظة تعز احتجاجًا على تعليق الإضراب من قبل نقابة المعلمين، خرج الأستاذ سليمان الشرجبي، عميد تربويي المحافظة، بتصريحات قوية هاجم فيها نقابة المعلمين، مؤكدًا أنها لم تعد تمثل مصالح المعلمين في تعز بعد أن تنصلت عن مهامها الأساسية.
تصريحات حادة للأستاذ سليمان الشرجبي
في حديثه الصحافي، أعرب الأستاذ سليمان الشرجبي عن استيائه البالغ من قرار نقابة المعلمين بتعليق الإضراب في الوقت الذي يعتبر فيه المعلمون في تعز أنهم يعانون من أوضاع غير إنسانية بسبب تأخر المرتبات وتدهور الظروف المعيشية. وقال الشرجبي:
"كان خروجنا في هذه التظاهرات ردًا على بيان نقابة المعلمين، لأنها ببيانها هذا تنصلت عن جميع مهامها التي انتخبت من أجلها، ولم تعد تمثل أي معلم في محافظة تعز."
وأضاف أن النقابة كانت تمثل الأمل للمئات من المعلمين الذين انتخبوها لتحقيق مطالبهم، لكن القرار الأخير بإنهاء الإضراب دون إيجاد حلول حقيقية للمشاكل العميقة التي يعاني منها قطاع التعليم في تعز، كان بمثابة خيبة أمل كبيرة لجميع العاملين في المجال التربوي.
المعلمون في مرمى الإهمال
الحديث الذي أدلى به الشرجبي يعكس حالة الإحباط التي تسود بين المعلمين في تعز، خاصة بعد أن عجزت النقابة عن تلبية طموحاتهم. ويقول الشرجبي إن المعلمين في المحافظة يعانون من تأخير مستمر في صرف مرتباتهم، إضافة إلى تدهور قيمة العملة المحلية، مما جعل الحياة صعبة بالنسبة لهم.
ويؤكد الشرجبي أن النقابة التي كانت من المفترض أن تكون صوت المعلمين في ظل هذه الظروف العصيبة، تخلت عن دورها بشكل غير مقبول. كما شدد على ضرورة أن يكون هناك تحرك سريع لإعادة ترتيب البيت الداخلي للمعلمين، والعمل على رفع مطالبهم بشكل جاد لدى الجهات المعنية.
المطالب التي يجب تحقيقها
طالب الأستاذ سليمان الشرجبي بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الوضع المتردي لقطاع التعليم، وقال إن المعلمين في تعز يتطلعون إلى حلول واقعية، خاصة في ما يتعلق بإعادة هيكلة المرتبات وصرف المستحقات المتأخرة. وأضاف أن المطالب تشمل أيضًا تحسين بيئة العمل وتأمين المستلزمات التعليمية الضرورية، إضافة إلى إعادة بناء الثقة بين النقابة والمعلمين في المحافظة.
المظاهرات وحراك المعلمين
على خلفية تصريحات الشرجبي، خرج المئات من المعلمين في مظاهرات حاشدة في شوارع تعز مطالبين بإعادة هيكلة المرتبات وصرف المستحقات. ورغم إعلان نقابة المعلمين تعليق الإضراب، إلا أن هذه المظاهرات كشفت عن حجم الغضب والاستياء بين صفوف المعلمين الذين يعتقدون أن النقابة قد خانت مسؤولياتها.
النقابة في مواجهة الانتقادات
من جانبها، دافعت نقابة المعلمين عن قرار تعليق الإضراب، مبررة ذلك بالضغوط الكبيرة التي تمارس عليها من قبل السلطات المحلية، وأكدت أن تعليق الإضراب جاء بعد مشاورات مع الجهات المعنية. ومع ذلك، فإن هذه المبررات لم تقنع الكثير من المعلمين الذين يعتبرون أن النقابة قد فقدت مصداقيتها.
حلول مستقبلية
دعا الأستاذ سليمان الشرجبي إلى ضرورة أن تقوم النقابة بإعادة النظر في مواقفها، والعودة إلى التفاعل بشكل إيجابي مع مطالب المعلمين. كما اقترح إنشاء صندوق لدعم التعليم في تعز، وتفعيل دور القضاء لضمان صرف المرتبات بشكل منتظم.
تصريحات الأستاذ سليمان الشرجبي تعكس الواقع المرير الذي يعيشه المعلمون في تعز، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجه العملية التعليمية في ظل الأزمة المستمرة. وقد أصبح من الضروري أن تتخذ النقابة والجهات المعنية خطوات جادة لحل هذه الأزمة، وإعادة الثقة بين المعلمين والنقابة، لضمان مستقبل أفضل للتعليم في محافظة تعز.
إرسال تعليق