جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

عقوبات أمريكية تطال بنك اليمن والكويت لدعمه الحوثيين وتمويل الإرهاب

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي


في خطوة تصعيدية جديدة ضد الحوثيين، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الجمعة، عن فرض عقوبات على "بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار" (YSC) بسبب دعمه المالي المستمر للحوثيين. هذه العقوبات تأتي في إطار محاولات الولايات المتحدة لتعطيل شبكات تمويل الحوثيين التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتشكل تهديداً للأمن الدولي، خاصة في منطقة البحر الأحمر. وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل العقوبات الأمريكية، أسبابها، وآثارها على الاقتصاد اليمني، بالإضافة إلى التداعيات المحتملة على النظام المالي الإقليمي والدولي.

العقوبات الأمريكية ضد بنك اليمن والكويت

أوضح بيان وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات فرضت على "بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار" لدوره في دعم الحوثيين، الذين صنفتهم الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية منذ عام 2021. الوزارة أشارت إلى أن الحوثيين يواصلون تنفيذ هجمات ضد أفراد الجيش الأمريكي والشركاء الإقليميين للولايات المتحدة، إضافة إلى تهديدهم للتجارة المشروعة في البحر الأحمر. وحسب البيان، فإن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على مؤسسات مالية معينة مثل بنك اليمن والكويت للوصول إلى النظام المالي الدولي وتمويل عملياتهم العسكرية والتخريبية.

تصريحات المسؤولين الأمريكيين

في هذا السياق، علق وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي سميث، قائلاً: "الحوثيون يعتمدون على عدد قليل من المؤسسات المالية الرئيسية مثل بنك اليمن والكويت للوصول إلى النظام المالي الدولي وتمويل هجماتهم المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وأضاف سميث أن الولايات المتحدة مصممة على تعطيل هذه القنوات غير المشروعة التي تمول الأنشطة الإرهابية، مشدداً على التعاون المستمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لضمان عزل القطاع المصرفي اليمني عن نفوذ الحوثيين.

الدور الإيراني في تمويل الحوثيين

البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية كشف عن أن الحوثيين يعتمدون على شبكة واسعة من مكاتب الصرافة والبنوك، بالإضافة إلى الوسطاء الماليين للحصول على الأموال من إيران، وهو ما يشكل دعماً أساسياً لعملياتهم. كما شدد البيان على أن كبار المسؤولين الحوثيين، مثل هاشم إسماعيل علي أحمد المداني، الذي يشغل منصب محافظ البنك المركزي الموالي للحوثيين في صنعاء، قد لعبوا دوراً رئيسياً في تسهيل تحويل الأموال إلى الحوثيين من إيران، عبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

الشراكة مع حزب الله اللبناني

ومن اللافت أن بيان وزارة الخزانة الأمريكية تطرق إلى دور بنك اليمن والكويت في تسهيل التعاملات المالية التي تشمل حزب الله اللبناني. حيث أشار البيان إلى أن البنك ساعد الحوثيين في إنشاء وتمويل شركات واجهة استخدمتها الجماعة لتسهيل مبيعات النفط الإيراني، بالتنسيق مع شركة سويد وأولاده للصرافة المرتبطة بالحوثيين. هذا التعاون بين الحوثيين وحزب الله يوضح مدى ترابط الأنشطة المالية والإرهابية بين الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.

العقوبات وفق المرسوم التنفيذي 13224

تم تصنيف "بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار" بموجب المرسوم التنفيذي رقم 13224 المعدل، الذي يفرض عقوبات على الأفراد والكيانات التي تقدم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي للمنظمات الإرهابية. ويشمل هذا الدعم أي شكل من أشكال التعاون مع الحوثيين أو تسهيل تمويل أنشطتهم الإرهابية. من خلال هذا التصنيف، تعزز الولايات المتحدة ضغطها على الكيانات التي تدعم الحوثيين، في محاولة لعزلهم عن النظام المالي العالمي.

الآثار الاقتصادية على اليمن

منذ بداية الحرب في اليمن، يعاني الاقتصاد اليمني من تداعيات كارثية نتيجة النزاع المستمر. وتعد العقوبات الأمريكية الأخيرة على بنك اليمن والكويت خطوة أخرى من شأنها أن تعمق الأزمة الاقتصادية التي يواجهها اليمن. هذا القرار يضاعف من عزلة القطاع المصرفي اليمني، الذي يعاني بالفعل من انعدام الثقة بين المؤسسات المالية المحلية والدولية. وقد تؤثر العقوبات على قدرة اليمنيين العاديين على الوصول إلى الخدمات المصرفية الدولية، مما يعقد التجارة الخارجية ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

تداعيات العقوبات على النظام المالي الإقليمي والدولي

العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على النظام المالي الإقليمي والدولي. مع تصعيد العقوبات على مؤسسات مالية ترتبط بشكل مباشر بالحرب في اليمن، قد تتسع الفجوة بين النظام المالي الدولي والنظام المصرفي في مناطق الصراع. كما أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية على الدول الإقليمية المجاورة، خاصة تلك التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحوثيين أو تلك التي تسعى إلى التعامل مع السوق اليمني.

الالتزام الأمريكي بمكافحة الإرهاب وتمويله

وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية في بيانها التزامها المستمر بمكافحة الشبكات المالية التي تدعم العدوان الإقليمي للحوثيين. وأوضحت أنها ستواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لتعطيل هذه الشبكات ومنع وصولها إلى النظام المالي الأمريكي، كما أنها ستعمل مع شركائها وحلفائها لتقييد قدرة الحوثيين على الوصول إلى النظام المالي العالمي.

 دعم صدى الواقع لمكافحة تمويل الإرهاب

إن ما تضمنه بيان وزارة الخزانة الأمريكية من إجراءات ضد بنك اليمن والكويت يعكس استمرار الاستراتيجية الأمريكية في تضييق الخناق على تمويل الجماعات المسلحة، وخاصة تلك المدعومة من إيران. في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في اليمن، تظل العقوبات الاقتصادية أحد أبرز العوامل المؤثرة في مسار الحرب الأهلية وتعقيد التوصل إلى تسوية سلمية. من جانب آخر، فإن مساعي "صدى الواقع" للإضاءة على هذه التطورات تساعد في رفع الوعي المحلي والدولي حول آثار هذه العقوبات على الحياة اليومية للمواطن اليمني، وتسلط الضوء على ضرورة إعادة بناء القطاع المصرفي في اليمن بعيدًا عن أيدي الجماعات المسلحة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

Post a Comment

أحدث أقدم