صدى الواقع - تقرير: بدر القعود
شهدت مدينة تعز، الأحد 19 يناير 2025، مسيرة جماهيرية حاشدة نظمها المعلمون والمعلمات والتربويون، بمشاركة واسعة من مختلف مكونات المجتمع، للتأكيد على مواصلة الإضراب والفعاليات الاحتجاجية حتى تحقيق كافة مطالبهم المشروعة.
تأتي هذه الخطوة التصعيدية في ظل استمرار الأزمة التي يعاني منها قطاع التعليم، حيث يطالب المعلمون بحقوقهم الأساسية المتمثلة في تحسين أوضاعهم المعيشية وصرف الرواتب المتأخرة واعتماد الحقوق القانونية التي تضمنها التشريعات الوطنية.
حشود تؤكد الصمود وتفشل الرهانات
حضر آلاف المعلمين والمعلمات والتربويين المسيرة، معبرين عن صمودهم وإصرارهم على تحقيق العدالة لقضيتهم.
وفي بيان صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية لاتحاد التربويين اليمنيين – تعز، أشادت اللجنة بالمشاركة الواسعة، معتبرة أن هذه الحشود أفشلت كل المحاولات الرامية إلى كسر الإضراب أو إضعاف الموقف الاحتجاجي.
وأكد البيان أن المعلمين بموقفهم السلمي والحضاري أسقطوا الشائعات الزائفة وأثبتوا عدالة مطالبهم وشرعية احتجاجاتهم، مؤكدين أنهم أصحاب قضية حقيقية تستحق كل الدعم والتضامن.
دعم وتضامن مجتمعي واسع
شهدت المسيرة تضامناً كبيراً من قيادات الأحزاب والقوى السياسية والنقابية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، الأكاديميين، وأعضاء هيئة التدريس في جامعة تعز، وطلاب المدارس وأولياء الأمور.
هذا التفاعل المجتمعي الواسع يعكس أهمية قضية التعليم باعتبارها قضية وطنية تمس حاضر ومستقبل اليمن.
كما حظيت المسيرة بتغطية إعلامية واسعة من قبل الصحفيين والإعلاميين ومراسلي القنوات الفضائية المحلية والدولية، رغم الإشارة إلى وجود حالات من التحيز وعدم الحيادية لدى بعض الوسائل الإعلامية، وهو ما أعربت اللجنة عن أسفها بشأنه، داعية وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمهنية والموضوعية في نقل الحقائق.
شكر وتقدير للجهات الأمنية
من جهة أخرى، ثمنت اللجنة التحضيرية الجهود المبذولة من قبل الأجهزة الأمنية في حماية وتأمين المسيرة، مشيدة بدور العقيد نبيل الكدهي، مساعد مدير عام شرطة تعز، ورجال الأمن في ضمان سير المسيرة بشكل آمن ومنظم. كما وجهت اللجنة شكرها لرجال المرور وشرطة السير الذين ساهموا في تنظيم الحركة المرورية خلال الفعالية.
موقف اللجنة التحضيرية: مطالب مشروعة وحراك قانوني
أكدت اللجنة التحضيرية في بيانها أن حراكها يأتي في إطار القانون والدستور ومن منطلقات تربوية وحقوقية بحتة.
وشددت على أن المعلمين هم أصحاب القضية وأصحاب القرار، مرحبةً بأي موقف داعم لحقوق التربويين ومؤيد لفعالياتهم السلمية القانونية والدستورية، دون شروط أو تبعية.
خلفية الأزمة وتطوراتها
الأزمة الحالية التي يواجهها قطاع التعليم في تعز تأتي في سياق تدهور اقتصادي ألقى بظلاله على مختلف القطاعات الحيوية في اليمن.
منذ سنوات، يعاني المعلمون من عدم انتظام صرف الرواتب وتدهور أوضاعهم المعيشية، مما دفعهم إلى الإضراب واتخاذ خطوات تصعيدية للضغط على الجهات المعنية.
رسالة المعلمين: التعليم أولوية وطنية
من خلال هذه المسيرة، بعث المعلمون برسالة واضحة مفادها أن التعليم هو أولوية وطنية يجب أن يحظى بالاهتمام اللازم.
وأكد المشاركون أن استمرار تدهور أوضاع المعلمين ينعكس سلباً على العملية التعليمية برمتها، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
دعوات للحل والاستجابة للمطالب
في ختام البيان، جددت اللجنة التحضيرية دعوتها للجهات المعنية إلى الاستجابة لمطالب التربويين والعمل على إيجاد حلول جذرية وعادلة للأزمة. كما أكدت اللجنة على استمرار النضال السلمي حتى تحقيق كافة الحقوق المشروعة.
تمثل هذه المسيرة الحاشدة علامة فارقة في مسار الحراك التربوي في تعز، حيث أبرزت حجم التضامن المجتمعي مع قضية التعليم، وأكدت أن المطالب المشروعة للمعلمين لا يمكن تجاهلها.
ومع استمرار الأزمة، يبقى السؤال: هل ستستجيب الجهات المعنية لهذه المطالب، أم أن التصعيد سيكون الخيار الوحيد أمام المعلمين والتربويين؟
إرسال تعليق