جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

شبكة الأنفاق الحوثية في صنعاء: مشروع إيراني لتثبيت السيطرة واستعدادات لحرب طويلة الأمد

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي



كشفت مصادر مطلعة عن استمرار مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، منذ العام الماضي في تنفيذ مشروع عسكري سري يهدف 
إلى بناء شبكة أنفاق واسعة تحت العاصمة صنعاء.

 المشروع، الذي يجري بإشراف وتوجيه إيراني
 مباشر، يهدف إلى تعزيز تحصيناتهم العسكرية وتوفير مراكز قيادة آمنة للصف الأول من قيادات الجماعة.

 ويعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لضمان بقائهم وتجنب الاستهداف العسكري.

أنفاق استراتيجية تحت مواقع حساسة

أفادت المصادر بأن الجماعة حفرت عشرات الأنفاق تحت مقر دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء. هذه الأنفاق، التي يتجاوز عمق بعضها 10 أمتار، تمتد إلى جميع الاتجاهات عبر مداخل سرية متصلة بمنازل قيادات حوثية بارزة، مما يشير إلى محاولاتهم لتأمين أنفسهم من أي استهداف جوي محتمل. 

وقد تم تجهيز هذه الأنفاق بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ودورات المياه، مما يجعلها مواقع تحصينية كاملة تصلح للاستخدام كغرف عمليات وملاجئ.

القصر الجمهوري يتحول إلى مركز أنفاق

أشارت المصادر أيضًا إلى أن القصر الجمهوري، الذي تعرض للقصف من قبل قوات التحالف العربي في 2018، يشهد عمليات حفر واسعة النطاق منذ أشهر. 

وتهدف الجماعة إلى تحويل الموقع إلى مركز عمليات تحت الأرض متصل بشبكة الأنفاق الأخرى. وتتم هذه العمليات بسرية مشددة، مع اقتصار العلم بالمواقع الدقيقة على عدد محدود من القيادات الحوثية، وهو ما يعكس حجم التخوفات داخل الجماعة من الاختراقات الأمنية.

مشروع مستلهم من التجربة الإيرانية وحماس

بحسب التقارير، تستلهم مليشيات الحوثي مشروع الأنفاق من تجارب سابقة لحلفائها، أبرزها تجربة حركة حماس في غزة، التي اعتمدت على الأنفاق كوسيلة لتحصين نفسها أمام الهجمات الإسرائيلية. 

ويبدو أن الحوثيين يسعون لتكرار هذه التجربة بإرشاد إيراني، مما يثبت مرة أخرى دور طهران في إدارة المليشيات التابعة لها بالمنطقة وتزويدها بالخبرات العسكرية.

مدينة متكاملة تحت الأرض

أكدت المصادر أن مليشيات الحوثي اقتربت من إنهاء بناء مدينة متكاملة تحت العاصمة صنعاء، تضم مراكز قيادة وإيواء للقيادات العليا. 

هذا المشروع، الذي يعد الأكبر من نوعه في اليمن، يعكس مدى استعداد الجماعة لخوض معركة طويلة الأمد، معتمدين على تكتيكات الحرب غير التقليدية التي تهدف إلى حماية قياداتهم من القصف الجوي وضمان استمرارية عملياتهم العسكرية.

حراسة مشددة وتكتم تام

تخضع مواقع الأنفاق الحوثية لإجراءات أمنية مشددة، حيث يتم منع الاقتراب منها إلا بإذن مسبق. 

كما يفرض الحوثيون طوقًا أمنيًا حول المناطق التي تُجرى فيها عمليات الحفر، ويعتمدون على مهندسين وعمال تم تدريبهم بإشراف خبراء إيرانيين وحزب الله اللبناني.

دلالات المشروع وأهدافه

يُظهر هذا المشروع بوضوح عدة حقائق حول مليشيات الحوثي ودورها في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة:

1. تعزيز السيطرة العسكرية: تسعى الجماعة إلى بناء مواقع يصعب استهدافها لضمان استمرارية عملياتها وحماية قياداتها.


2. استعدادات لحرب طويلة الأمد: يعكس المشروع نية الحوثيين لتحويل صنعاء إلى قلعة عسكرية يصعب اقتحامها.


3. استخدام السكان كدروع بشرية: بناء الأنفاق تحت المناطق السكنية والمواقع الحيوية يثبت أن الحوثيين لا يترددون في تعريض حياة المدنيين للخطر.


4. الارتهان لإيران: المشروع هو دليل جديد على تبعية الجماعة المطلقة لطهران، التي تستخدم الحوثيين كأداة لزعزعة أمن المنطقة وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.



ردود فعل محلية ودولية

هذا المشروع الخطير يثير قلقًا كبيرًا بين اليمنيين، الذين يرون في هذه الأنفاق وسيلة جديدة لتعزيز قمعهم وفرض سيطرتهم على العاصمة صنعاء. 

كما يثير استغرابًا دوليًا حول استمرار دعم إيران للمليشيات وتزويدها بالخبرات اللازمة رغم العقوبات المفروضة عليها.

مشروع الأنفاق الحوثية تحت العاصمة صنعاء يمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل اليمن وأمن المنطقة.

 إنه ليس مجرد محاولة لتحصين الجماعة نفسها، بل خطوة لتعزيز نفوذ إيران في اليمن وتحويله إلى ساحة صراع دائم. 

وعلى المجتمع الدولي وقوات التحالف العربي التحرك بجدية لرصد هذا المشروع وكشف أبعاده، لمنع الحوثيين من تحويل صنعاء إلى قاعدة تحت الأرض تعزز من معاناة اليمنيين وتقوض فرص السلام.


Post a Comment

أحدث أقدم