جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

اتفاق غزة وتنصيب ترامب

صدى الواقع - كتب : محمد محمد السفياني




تأتي مراسم احتفال تنصيب الرئيس دونالد ترامب هذه المرة باختلاف عن سابقتها، حيث سيقام في صالة رياضية في الكابيتول تسمى صالة "الروتوندا"، والتي تتسع لعشرين ألف شخص. بينما يقول ترامب إن هذا بسبب العاصفة الثلجية القطبية التي تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية، يرى البعض أن السبب هو المخاوف الأمنية. بدليل أن ترامب وجه دعوة لزعماء ورؤساء لحضور حفل التنصيب، حيث سيحضر نائب الرئيس الصيني هان ورئيسة وزراء إيطاليا ميلوني ورئيس الأرجنتين وعدد من وزراء الدول. يرى بعض السياسيين أن ترامب يتوقع اغتياله لذا يدعو الرؤساء لحضور التنصيب من أجل رفع الجاهزية الأمنية. وقد حدث التنصيب في الكونغرس في عهد الرئيس رونالد ريغان في عام 1985م، حيث كان يتخوف من الاغتيال خاصة وقد سبق محاولة اغتياله في مساء الاثنين 30 مارس 1981م.

استطاع ترامب أن يوقف الحرب في غزة بالقوة بعد أن هدد مندوبه نتنياهو، حيث كان يوم سبت وذهب ويتكوف من الدوحة إلى تل أبيب رغم أنه عيد. حضر نتنياهو إلى المكتب وألزمه بالتوقيع، وإلا فإن ترامب سيقوم بتسليمه مع كل القيادات الإسرائيلية إلى محكمة العدل الدولية وسوف يسمح بصدور قرار مجلس الأمن بقيام الدولة الفلسطينية. بل قام ترامب بنشر مقطع على صفحته للاقتصادي جيفري ساكس والآخر يسب نتنياهو بألفاظ نابية بأنه حقير ومجرم إبادة حرب. هكذا تم إرغام نتنياهو على التوقيع الذي ظل يماطل منذ عدة أشهر بسبب دعم بايدن لنتنياهو، ولكن براعة ترامب خطفت إنجاز الاتفاق وسجلته في رصيد ترامب.

الاتفاق ينص على تبادل الأسرى وانتقال الشعب الفلسطيني إلى شمال قطاع غزة وخروج الجيش الإسرائيلي إلى الأطراف، وهذا ما مثل ضربة قوية وموجعة لإسرائيل. بالإضافة إلى معبر رفح الذي سيتم إدارته من قبل الفلسطينيين والمصريين وخمسة من الأوروبيين كالمعتاد سابقًا قبل الطوفان، مع دخول 600 شاحنة يوميًا كمساعدات غذائية. يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس"، حيز التنفيذ في تمام الساعة 8:30 من صباح يومنا هذا الأحد 19 يناير، بالتوقيت المحلي في غزة (06:30 بتوقيت جرينتش).

يشمل الاتفاق 3 مراحل، أولى المراحل مدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل المحتجزين والأسرى، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج. ومن المعلوم أنه "سيتم تسليم الدفعة الأولى (3 مجندات) من الرهائن بعد الساعة الرابعة من مساء يومنا هذا الأحد للصليب الأحمر"، موضحًا أن فريقًا مصريًا وقطريًا سيصل إلى غزة بدءًا من الأحد لمتابعة تفاصيل التنفيذ. وسيتم إطلاق 3 مجندات كما ستقوم حركة "حماس"، وفقًا للاتفاق، بإطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا من الأحياء ورفات المتوفين، مقابل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين.

بهذا يكون ترامب قد أنجز ما وعد به بشأن إيقاف حرب غزة، وبقي كيف يلزم إسرائيل بالخروج من لبنان ويدعم الجيش اللبناني في بسط نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية، وكيف يحل قضية قسد مع تركيا في سوريا وقيام دولة في سوريا تمثل كل السوريين، وكيف يمكن حل ملف النووي الإيراني والنووي السعودي خاصة وأن السعودية تمتلك حدودًا من 90 ألف طن من اليورانيوم الذي تنوي تخصيبه. تأتي الأردن الدولة العربية الثانية بعد السعودية في امتلاك معدن اليورانيوم.

إن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تعتزم تنفيذ مداهمات ضد المهاجرين غير الشرعيين في مدينة شيكاغو الثلاثاء المقبل، أي بعد يوم من تنصيبه، في خطوة أولى نحو تحقيق هدفه في الإشراف على أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. سوف يلغي كل القرارات التي أصدرها بايدن وسوف يدعو إلى وقف حرب أوكرانيا وقد يتخذ قرارات برفع الرسوم الجمركية على السلع القادمة من آسيا، وخاصة السلع الصينية، بالإضافة إلى السلع القادمة من أوروبا إلى الأسواق الأمريكية. وهنا سوف تنشأ على إثره حرب اقتصادية، وسوف يقوم ترامب بمضاعفة العقوبات على إيران وربما يلجأ إلى فرض عقوبات على تركيا بشأن سوريا.

فيما ينتظر دول الخليج العربي، لا سيما السعودية وقطر، تصريح ترامب حول مستقبل العلاقات الأمريكية مع دول منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص مستقبل العلاقات الأمريكية العربية. وعلى ضوء ذلك سيكون هناك دفع بحل القضية اليمنية وفقًا لما تم التوصل إليه مع المبعوث الأممي في سلطنة عمان... فهل من مدكر؟

Post a Comment

أحدث أقدم