صدى الواقع اليمني: أيمن صلاح الطاهري
وسط إيقاعات الطبول التقليدية وأنغام المزامير التراثية، تواصل فرقة "خنجر يماني" للرقص الشعبي رحلتها في إبراز الهوية الثقافية اليمنية، مستعيدة روح الفلكلور الأصيل بأساليب فنية تجمع بين الحركات العريقة والأساليب المعاصرة وتحظى عروض الفرقة بإشادة واسعة، لما تقدمه من مشاهد بصرية تعكس ثراء الموروث الشعبي وتنوعه بين مناطق اليمن المختلفة
تأسست الفرقة على أيدي مجموعة من الشباب الذين آمنوا بأهمية الحفاظ على التراث الراقص في اليمن، وحرصوا على توثيق الحركات والإيقاعات المرتبطة بكل منطقة، بما يعكس الخصوصية الثقافية لكل إقليم فمن رقصات "البَرَع" المأربي التي تتميز بإيقاعها الحماسي، إلى الرقص الصنعاني الذي يمتاز برشاقته وتناغمه، وصولاً إلى الرقص اللحجي والتهامي اللذين يحملان في تفاصيلهما حكايات اجتماعية متوارثة، تقدم الفرقة عروضاً تأسر الحضور وتعيدهم إلى أزمنة مضت لكنها ما زالت حاضرة في وجدان اليمنيين
ويُعد الزي التقليدي عنصراً أساسياً في عروض الفرقة، إذ يحرص أعضاؤها على ارتداء الملابس التراثية الخاصة بكل منطقة، مثل الجنبية الصنعانية، والمآزر الملونة، والعمائم المزخرفة، ما يمنح عروضهم طابعاً بصرياً يوثق هوية كل رقصة إلى جانب ذلك، يتم استخدام أدوات موسيقية تقليدية، مثل الطبول الكبيرة، والمزمار اليمني، وآلات إيقاعية أخرى، لتعزيز الأجواء الأصيلة التي تتميز بها العروض
لم تقتصر شهرة الفرقة على نطاقها المحلي، إذ شاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية خارج اليمن، من بينها عروض في المملكة العربية السعودية، حيث لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور العربي الذي وجد في أدائها تجسيداً حيوياً للثقافة اليمنية
وقد ساعدت هذه المشاركات على تعزيز مكانة الفلكلور اليمني على الساحة الإقليمية والدولية، في وقت تتزايد فيه أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في ظل تحديات العولمة
ويؤكد أعضاء الفرقة أن رسالتهم تتجاوز حدود الترفيه، إذ يسعون من خلال عروضهم إلى تعزيز الفخر بالهوية الثقافية اليمنية، وتقديم صورة مشرقة عن اليمن، تعكس عمق تاريخه وغنى موروثه كما يطمحون إلى توسيع نطاق مشاركاتهم في المهرجانات الدولية، بما يسهم في تعريف العالم بثراء الفلكلور اليمني وإبراز مكانته ضمن التراث الإنساني العالمي.
إرسال تعليق