صدى الواقع اليمني - كتب : حسين الشدادي

في زمنٍ تفتقد فيه كثير من المناطق إلى العدالة، ويشكو الناس من التمييز والإهمال، يطلّ العقيد فارس الزبيري، مدير أمن شرطة المعافر وقائد المنطقة الأمنية بمحافظة تعز، كنموذج فريد للقائد الأمني الواعي، الذي لا يكتفي بفرض النظام فحسب، بل يجمع بين الحزم والإنصاف، بين قوة القانون وروح الإنسان.
منذ توليه قيادة أمن المعافر، أثبت العقيد الزبيري أنه بحجم المسؤولية، فقاد حملة منظمة لاستعادة هيبة الدولة، وملاحقة الخارجين عن القانون، وتعزيز ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية. ومع كل إنجاز أمني، كان الرجل يُفاجئ الجميع بمواقف أخلاقية وإنسانية تليق بقائد يحمل همّ المواطن، أياً كان انتماؤه أو وضعه الاجتماعي.
وقد تجلّى هذا الجانب النبيل في موقفه الأخير الذي حظي بإجماع شعبي وإشادة مجتمعية، حين أمر بإطلاق سراح مجموعة من المواطنين من فئة المهمشين، الذين احتُجزوا ظلماً دون مسوغ قانوني واضح، وتعرضوا لتجاوزات لا تليق بمواطنين يفترض أن يحظوا بحماية الدولة وعدالة القانون.
بموقفه هذا، لم يكتب العقيد الزبيري سطراً جديداً في مسيرته الأمنية فحسب، بل خطّ بمداد العدالة صفحة مشرقة من الإنصاف ورفع المظلومية عن فئة لطالما عانت التهميش والتجاهل. لقد أكد للجميع أن القانون في المعافر لا يُفرّق بين مواطن وآخر، وأن الكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار.
ومن هنا، فإننا نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان للفندم العقيد فارس الزبيري، على قراره الشجاع والعادل، الذي أعاد الاعتبار لهذه الفئة المستضعفة، ورسّخ قيم العدالة والمواطنة المتساوية، وجسّد المعنى الحقيقي لشعار: "الأمن في خدمة الشعب".
إن العقيد الزبيري، بما يتحلى به من نزاهة وضمير حي وحرص دائم على أداء الأمانة، يستحق أن يُكرم من المجتمع والدولة على حدّ سواء، لأنه لم يكن فقط حارساً للأمن، بل مناصراً للعدالة، ووجهاً ناصعاً من وجوه الجمهورية التي نحلم بها جميعاً.
إرسال تعليق