جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

أمين زين.. أنشودة المهمشين وصوت العود المتهالك في يفرس

صدى الواقع اليمني - تقرير: حسين الشدادي




في أقصى تخوم الجمال المتواري خلف عتمة الإهمال، وتحت سماء مثقلة بأوجاع التهميش، يصدح صوتٌ رخيم في أزقة يفرس، مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، ليتردد صداه في قلوب الفقراء، كما لو أن العود نفسه قد نطق بما تعجز عنه الكلمات. هناك، حيث لا تُسمع الأصوات إلا إذا كانت مجبولة بالألم والأمل، ينهض أمين زين من بين ركام الحاجة، متوشحًا بموهبة لا تُشترى، وبصوت يليق بالخلود.

أمين زين، واحد من أبناء الفئة المهمشة التي ظُلمت مرتين: مرة حين أُقصيت عن الحلم، ومرة حين أُهملت في الواقع. لكنه، وبرغم كل ذلك، لم ينكفئ على يأسه، بل صنع من العدم عودًا متهالكًا، كأنما هو مرآة لحاله، فراح يرقص بأنامله عليه كما يرقص الغيم فوق الجبال، ويغني بألمٍ شفيف يشبه بكاء الطين حين يعطش.

بعزفٍ خرافي، وبصوتٍ تقطر منه حناجر الزمان، يشدو أمين زين بأغنيات حارثية صنعانية عتيقة، تتقاطع فيها نغمات الأرض وهمسات الوجدان، ويصدح بروائع الفنان الكبير أيوب طارش عبسي، حتى يخال لك أن اللحن قد نُفخ فيه من روح اليمن. وحين يغني، لا تسمع صوتًا عابرًا، بل تسمع تاريخًا يئن، وجمالًا يحاول النجاة من غرق التجاهل.

إن آلة العود التي بين يديه، ليست عودًا بالمعنى الفني، بل هي قطعة خشبية بالية صنعها أمين بنفسه، بشظايا الأمل، وبأدوات الصبر، لكنها في يديه تتحول إلى كائن حي، يهتف، يئن، ويُشعل الأمل في قلوب من حوله. فالموهبة حين تسكن القلب، لا تسأل عن الأدوات، بل تخلقها، وتجعل من الضعف قوة، ومن الفقر موسيقى.

وبرغم عظمة الموهبة التي يختزنها هذا الفنان المهمش، إلا أن أمين زين يفتقر لأبسط مقومات الفن، لا استوديو، لا آلة موسيقية حقيقية، لا جهة داعمة، ولا حتى منصة يُكرَّم فيها. كل ما لديه: موهبة فطرية، وصوت لا يصدأ، وحلم لا يموت.

أمين زين ليس مجرد فنان؛ بل هو شاهد على ما يمكن للفن أن يصنعه حين يُولد من رحم المعاناة، وحين يكون الإنسان هو الآلة، والحنجرة هي الوطن.

ولأن المواهب الصادقة لا تُشترى ولا تُصنع في مختبرات الاحتراف، بل تُولد كهبة من السماء، فإن أقل ما يمكن أن يُقدَّم لهذا الفنان الاستثنائي هو الدعم، المعنوي والمادي، لإخراجه من عتمة التهميش إلى ضوء الحياة.

لمن أراد أن يكون جسرًا بين هذا الصوت العظيم ومكانته التي يستحقها، يرجى التواصل على الرقم التالي: 717607828

فالفن لا يزدهر إلا حين يجد من يرعاه، وأصوات الفقراء لا تصدح إلا حين تلامسها أيادٍ عادلة.
وأمين زين، يستحق أن يُسمع، لا لأن صوته جميل فحسب، بل لأن في صوته تختبئ قصة وطن.




Post a Comment

أحدث أقدم