صدى الواقع اليمني – قصيدة الشاعر الكبير / يحيى الحمادي

كَــــانَ  مَـــاءً أنْــبَـتَ الـعَـرَبَـا
ثُــــمَّ  لَــمَّـا أشْــرَقُـوا غَــرَبَـا
.
عَــاصَــرَ  الأزْمَـــانَ مُـعـتَـصِرًا
حُــزْنَـهُ, مُـسْـتَـلْهِمًا سَـبَـبَـا
.
حَــامِـلًا لِـلـنَّاسِ فِــي دَمِــهِ
عَـــالَـــمًــا آوَاهُ و اغْـــتَــرَبــا
.
حَــافِـظًـا  لِــلـمَـاءِ غَـضْـبَـتَـهُ
و هــوَ يَـطـوِي تَـحتَهُ الـغَضَبَا
.
حـــافِــرًا  بــالـنُّـورِ حِـكـمَـتَـهُ
نَـاحِـتًا فــي الـصَّخرِ إنْ كَـتَبَا
.
مُـرْضِـعًـا  لِـلـنَّارِ مــا ظَـمِـئَت
أو خَــبَـت يَــومًـا بــهِ و خَـبَـا
.
كـــانَ إمَّـــا حَــامِـلًا قَـبَـسًـا
أو  مُــحِــيـلًا لَــيــلَـهُ لَــهَــبَـا
.
رَافِــعًــا  بـالـطِّـيـنِ نَــاطِـحَـةً
مُـسـتَـثِـيرًا هُــدهُـدًا و نَــبَـا
.
قـائِـمًا بـالقِسْطِ, لَـو ظُـلِمَت
نَـعجَةٌ فِـي الـصِّينِ لَاضْـطَرَبَا
.
كـــــانَ  حُـــــرًّا لا يُــسَــيِّـرُهُ
كُـــلُّ عَــبْـدٍ جـــاءَ أو ذَهَــبَـا
.
لَـم يَـقُلْ لِـلظُّلْمِ “لِي إِبِلِي”
أو لَـــوَى زَنــدَيـهِ و انـسَـحَبَا
.
يَـشْـهَدُ الـتّـاريخُ كَـيـفَ رَوَى
مِــن دَمِ الأنـصَـارِ مَــن طَـلَبَا
.
كَـانَ خُـبْرُ الـسَّيفِ فِـي يَـدِهِ
رَافِــدًا (سَـحْـبَانَ) إنْ خَـطَـبَا
.
قُــل لِـمَـن يَـجْـحَدْنَ نَـخْـوَتَهُ
الــصَّـدَا  لا يَـعـتَـرِي الـذَّهَـبَـا
.
لَـيـسَ  مَــن جَــادَت بـصُرَّتِهَا
كـــالــذي  أبـــنَــاءَهُ وَهَـــبَــا
.
سـائِلِي الـتّاريخَ كَـم قَطَعَت
سَــاقُـهُ كَـــي يَـبـلُـغَ الأَرَبَــا
.
مِـــن (زَبـيـدٍ) جَــادَ بـالـعُلَمَا
مِــن (وُصَــابٍ) أنْـجَبَ الأَدَبَـا
.
مِـــن (أَزَالٍ) مِـــن نَـوَافِـذِهَـا
كــانَ  يَـجـنِي الـفَنَّ و الـعِنَبَا
.
كَــانَ  أسْـخَـى فِـكـرَةً و يَـدًا
وَارِفًــــا لا يَــعــرِفُ الـسَّـغَـبَا
.
كَـــــانَ إنْ نَــادَتْــهُ جَــائِـعَـةٌ
شَــدَّ ضَــرْعَ الـرِّيـحِ و احْـتَلَبَا
.
أو  رَأَى صَـــفـــرَاءَ يَــابــسَـةً
هَــزَّهَـا  فـاسَّـاقَـطَت رُطَــبَـا
.
غَــيـرَ أنَّ الــمَـاءَ فَـــاضَ بــهِ
فِـي الـزَّمَانِ القَحْطِ فانْسَكَبَا
.
بَــاعَــدَ  الأســفَـارَ مُـمـتَـطِيًا
بُــؤسَـهُ  و الــحُـزنَ و الـتَّـعَبَا
.
كَانَ يُدْعَى بــ(السَّعِيدِ) و قَد
صَـــارَ  أُمًّـــا لِــلأَسَـى و أبَــا
.
كــانَ يُـدْعَـى (تُـبَّـعًا) و غَـدَا
تــابـعًـا  مَــــن زَاغَ أو كَــذَبَــا
.
كَــيـفَ  بَـعـدَ الـجَـنَّتَينِ غَــدَا
يَـــمْــلَأُ الأوطَــــانَ بـالـغُـرَبَـا
.
أو يُــــوَارِي وَجْــهَــهُ خَــجَـلًا
أنْ  يُــرَى مِــن أعـيُـنِ الـرُّقَبَا
.
هَــل بــهِ سَــاءَت مَـطَـامِعُنَا
أم بـنـا قَــد سَــاءَ مُـنـقَلَبَا؟!
.
كَـيـفَ  صَــارَ الـيَـومَ مُـمْـتَهَنًا
يَـأكُـلُ الأحـجَـارَ و الـحَـطَبَا؟!
.
يـــا غَـريـبًا جَــاءَ مِــن سَـبَـأٍ
أيـنَ ضَاعَت مِن يَدَيكَ سَبَا؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#يحيى_الحمادي

🔗 رابط مختصر:

اترك رد