صدى الواقع اليمني – كتب: حسين الشدادي – رئيس تحرير صحيفة صدى الواقع اليمني

منذ أن اقترب الجيش الوطني اليمني من مشارف العاصمة صنعاء، ثم فجأة توقف وانكفأ، بدأت التساؤلات تُطرح حول الأسباب الحقيقية التي حالت دون استكمال عملية تحرير العاصمة من قبضة الميليشيا الحوثيةومع مرور الوقت، تكشّفت خيوط معقدة تشير إلى وجود اختراقات خطيرة داخل المؤسسة العسكرية، ليس فقط من حيث الولاءات السياسية، بل من حيث الارتباط بتنظيمات متطرفة مصنفة دوليًا.

تشير التقارير والمعلومات المتداولة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، ممثلة بحزب الإصلاح في اليمن، قد دفعت بعدد من الشخصيات ذات الصلة بجماعات إرهابية إلى مواقع قيادية في الجيش الوطني ومن أبرز هذه الأسماء:

أمجد خالد: عُيّن بمنصب قيادي عسكري رغم ارتباطه بقيادة خلايا إرهابية مدعومة، وتوفرت له الحماية في مدينة التربة بتواطؤ سياسي.

خالد العرادة: وهو شقيق القيادي الإخواني سلطان العرادة، وُضع اسمه على قائمة الإرهاب الأمريكية بتهمة انتمائه لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب”، ومع ذلك نُقل إلى مأرب ومنح رتبة لواء داخل الجيش الوطني، وقد ظهر في صورة حديثة إلى جانب رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، ما يثير تساؤلات عميقة حول مدى علم القيادة العسكرية بطبيعة خلفيات من يتواجدون في صفوفهم، خاصة ممن تلاحقهم العقوبات والتصنيفات الأمريكية.

لم يكن انسحاب قوات الجيش من أطراف صنعاء حدثًا عسكريًا عابرًا، بل كان نتيجة قرار خارجي مفروض، تحديدًا من واشنطن، التي وضعت يدها على مكمن الخطر، ف بالنسبة لصانع القرار الأمريكي، لا يمكن القبول بوجود جيش تتغلغل فيه قيادات مرتبطة بتنظيمات إرهابية في موقع يتيح لها السيطرة على العاصمة اليمنية، وبالتالي على قرارات الدولة ومقدراتها.

ولذلك، فإن الولايات المتحدة، التي تتعامل مع الإرهاب كأولوية أمن قومي، مارست ضغوطًا صامتة لكنها حاسمة، لإيقاف أي تقدم عسكري قد يمنح الإخوان أو القاعدة غطاءً سياسيًا أو جغرافيًا.

لقد تحوّل الجيش الوطني، بفعل سياسة التمكين الإخوانية، إلى جسد مخترق بعناصر تحمل أجندات تتناقض تمامًا مع أهداف استعادة الدولة وبناء الجمهورية، هذه العناصر ليست فقط معرقلة لمسار التحرير، بل تشكل خطرًا داخليًا على مستقبل اليمن، وتوفر ذريعة مستمرة للخارج لوقف الدعم، أو على الأقل، التشكيك في نوايا القيادات العسكرية الشرعية.

إن استمرار هذا الواقع يعني بقاء الجيش مكبّلاً، لا بقوة الحوثي، بل بخناجر الداخل التي تنحره من قلبه، وسط صمت رسمي وتواطؤ مكشوف.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد