صدى الواقع اليمني – كتب: صلاح الورفي – كاتب صحفي



في الأمس الخميس ٣ يوليو ٢٠٢٥م نُشرَ بيانٌ مرسومٌ بالرقم (١) صادرٌ عن ما يسمى (رابطة هاشميون جمهوريون) يعلنون به إنشاء رابطتهم، مع دس مطالب هي في الحقيقة مُنحت لهم سابقاً وحالياً ويدّعونَ بأن بسبب نسبهم قد تم إقصاءهم من المشاركة في الشأن العام وأن ما يحدث لهم هو انتهاك لحقوق المواطنة وقد حاول البيان زيفاً في خاتمته إبراز الهاشميين كفاعليين في نجاح ثورة ٢٦ سبتمبر من أجل قيام الجمهورية لا لأهدافٍ أخرى تغرق بها الهاشمية على مدى التأريخ اليمني.

البيان



ومع بروز هذا البيان الهزيل والمزيف للحقائق التي يظهرها الواقع للجميع تداعت إلى ذاكرتي تفاصيل الأخطاء التأريخية في الوثوق بالهاشميين وهم أصحاب ميزة الحرباء في التلون، والعقرب في اللدغ.

فبعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر تسلل إلى قلب الثورة هاشميون معارضون للإمام نفسه لا للإمامة لأنهم وبحسب معتقدهم يرون أن شروط الإمامة في مذهبهم لاتنطبق على الإمام أحمد ولا تنطبق على نجله البدر، فكانت الثورة فرصةً ثمينة للإطاحة ببيت المتوكل بالنسبة لهم، وبعد نجاح الثورة استطاع اللوبي الهاشمي أن يحرف مسار فكرة الإمامة ناحية ال حميد الدين فقط وإخفاء حقيقة أن الإمامة فكرٌ ومعتقد وإيمانٌ هاشميٌ لا يمكن إلغاؤه، وقد نجحوا في حرف مسار الوعي اليمني في الأجيال اللاحقة من خلال استغلال التعليم ومناهجه بتأطير فكرة الإمامة بـ آل حميد الدين فقط، وكذلك في الإعلام والتوجيه المعنوي والإرشاد الديني حتى لا تُجرم فكرة الإمامة قانوناً، وقد صنعوا دستوراً ذا شقوق خفية يتيح لهم أن يعيدوا الإمامة في أقرب فرصة لهم، ذلك لأن الدستور اليمني بعد ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ ظل خالياً من أي قانونٍ يجرم الإمامة والهاشمية السياسية، ونجح تلونهم بلون الجمهورية إلى أن لدغت الهاشمية ثورة ٢٦ سبتمبر وأعادت الإمامة على يد ميليشا الخوثي الإرهابية وقد دمرت مقدرات الجمهورية واحتلت صنعاء وأهلكت الحرث والنسل في سبيل الإمامة.

وها نحن الآن أمام فصيل هاشمي يدّعي المدنية ويحاول التلون بلون الجمهورية لا لكل الزيف الذي جاء به البيان، وإنما لأن الفصائل الهاشمية المنطوية تحت مظلة الشرعية أو التي نأت بنفسها خارج مسار الميليشا تؤمن إيماناً كاملاً بأن الخوثي لا تنطبق عليه شروط الإمامة وأنه أقل من أن يكون إماماً للهاشميين وأن هنالك أسرٌ هاشمية أحق بحكم اليمنيين وإمامة المذهب.

ومن الواضح في هذا البيان الخطاب العنصري الصريح بتحديد كيانهم كفئة تمتلك تفوقاً على اليمنيين من خلال تسمية أنفسهم بالهاشميين لا باليمنيين وهو خطابٌ عنصري مقيت، وإن أغرقوه بعسل الجمل المنمقة بالمواطنة والمدنية والجمهورية.

وأجزم أن كل هاشميٍ تحت مظلةِ الشرعية ماهو إلا فخٌ مستقبلي لليمن واليمنيين.

لكنني أقولها لكل اليمنيين (لا يُلدغ اليمني من سم الهاشمية مرتين).

ولا يمكن أن ننخدع مرةً أخرى، فخطاب المقاومة المؤطر بالخوثيين خطأ مكررٌ لخطأٍ تأريخي مهد للانقلاب، فالإمامة ليست بجماعة الخوثي فقط، وإنما بكل الهاشمية، ولن تتعافى اليمن أبداً إلا إذا سُن قانونٌ يجرم الهاشمية السياسية وينزل فيها أشد العقاب بل يصل بها إلى مرتبة الخيانة العظمى للوطن والشعب.

ومالم يحدث هذا الأمر فإن اليمنيين عرضةٌ للانقلابات إلى قيام الساعة.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد