صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي

بينما يواجه الحوثيون ضربات عسكرية متصاعدة من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية نتيجة تورطهم في تهديد أمن البحر الأحمر، يشير تحليل أمريكي حديث إلى أن الانقسامات داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، خاصة تلك المدعومة من الخارج، تُوفّر للحوثيين فرصة نادرة لإعادة ترتيب صفوفهم واستعادة قدرتهم على تهديد الملاحة الدولية ويؤكد تقرير لموقع “ذا ماريتايم إكزكيوتيف” المتخصص في الشؤون البحرية، أن الارتباك في صفوف خصوم الحوثيين يصبّ في مصلحتهم رغم الانتكاسات التي تعرضوا لها مؤخرًا.

ضعف المعارضة الداخلية يمنح الحوثيين فرصة للعودة






بحسب التحليل، فإن الحوثيين رغم ما لحق بهم من أضرار جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، لم يتعرضوا لهزيمة استراتيجية. بل إن غياب معارضة فعالة من داخل اليمن، والانقسامات المتواصلة داخل الحكومة اليمنية المؤقتة، منحت الجماعة المسلحة، الأكثر تنظيمًا وعقائدية، مساحة للتنفس والمناورة وإعادة البناء.

التحليل يشير بوضوح إلى أن الحسم العسكري بعيد، ليس بسبب قوة الحوثيين فقط، وإنما بسبب ضعف الجبهة المناهضة لهم، والتي تعاني من صراعات نفوذ وخلافات بين أطراف يُفترض بها أن تكون موحدة ضد خصم مشترك.

خلافات داخل الحكومة المعترف بها.. واتهامات بالخيانة



في سياق متصل، تناول التقرير توترات متزايدة داخل الائتلاف الحكومي، خصوصًا مع تحركات بعض القيادات العسكرية التي يُفترض أنها تدين بالولاء للحكومة، لكن تقارير تشير إلى ارتباطها الوثيق بجماعة الحوثي.

من أبرز الأمثلة التي وردت في التقرير هو العميد أمجد خالد، قائد لواء النقل، والذي وُجّهت إليه اتهامات بالعمل لصالح الحوثيين، واستهداف القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في عدن ولحج، رغم أنه كان محسوبًا ضمن القوات الموالية للشرعية. هذا الخرق الأمني الخطير يعكس هشاشة البنية الأمنية والعسكرية داخل المعسكر المناهض للحوثيين، ويؤكد صحة المخاوف الغربية من استمرار هذا التفكك.

تعزيزات إماراتية ومقاومة على الساحل الغربي



في المقابل، يشير التقرير إلى تحركات ميدانية متسارعة من قبل قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تعزيز هذه القوات على طول الساحل الجنوبي للبحر الأحمر في محاولة لتثبيت النفوذ وصد أي تمدد حوثي.

إلا أن هذا التحرك، رغم أهميته، يتم بمعزل عن تنسيق فعّال مع الحكومة اليمنية أو باقي القوى المناهضة للحوثيين، مما يجعل من أي إنجاز عسكري محتمل أقل تأثيرًا في ظل غياب مشروع وطني جامع.

الشحن العالمي لا يزال في مرمى الحوثيين



أعاد التحليل الأمريكي التذكير بأن المخاطر على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر لم تتراجع بعد، رغم الضربات المتكررة على مواقع الحوثيين. فقد أشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي قد تستعيد، مع الوقت، حماسها لمهاجمة السفن التجارية وتهديد الممرات الدولية، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة والدعم الإيراني للجماعة.

وبحسب “ذا ماريتايم إكزكيوتيف”، فإن شركات التأمين العالمية ومالكي السفن ما زالوا ينظرون بعين القلق إلى المضيق الحيوي، رغم الحشد الدولي والتواجد العسكري الغربي هناك، ما يعني أن الحوثيين ما زالوا يحتفظون بأداة ضغط فعالة على الاقتصاد العالمي.

إيران تنتكس… لكن الحوثيين يتماسكون



يشير التقرير أيضًا إلى توترات داخل قيادة الحوثيين عقب الانتكاسات التي لحقت بإيران في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد استهداف قيادات للحرس الثوري الإيراني في سوريا، والغارات الإسرائيلية المكثفة على البنية التحتية المرتبطة بطهران. ورغم هذه الصدمات، فإن الحوثيين – الذين يتلقون دعماً لوجيستيًا واستشاريًا من إيران – لم يظهروا انهيارًا فعليًا، بل يسعون للاستفادة من انشغال خصومهم وخلافاتهم لإعادة ترتيب صفوفهم.

ميزان القوى لا يزال راكدًا



خلاصة التحليل كما ورد في التقرير الأمريكي تشير إلى أن ميزان القوى في اليمن لم يشهد تحولًا حاسمًا. فلا الحوثيون تعرضوا لهزيمة استراتيجية، ولا الحكومة اليمنية – ومعها التحالف العربي – استطاعت توحيد صفوفها لتوجيه ضربة قاصمة للحوثيين على العكس، تستمر الحروب الجانبية، وتنخر الخلافات البينية الجبهة التي يُفترض بها أن تقود معركة الجمهورية ضد مشروع الإمامة المدعوم من إيران.

التحذير قائم.. والفرصة تضيع



يحذر التحليل من أن استمرار الانقسامات داخل الحكومة اليمنية يعطي الحوثيين وقتًا ثمينًا لإعادة التموضع، ويجعل من أي جهد دولي لتأمين البحر الأحمر عملاً مؤقتًا وغير مضمون النتائج ويدعو التقرير إلى ضرورة إنهاء التصدعات داخل الجبهة المناهضة للحوثي، وتشكيل قيادة موحدة ذات رؤية واضحة، إن كانت هناك نية حقيقية لإنهاء الحرب واستعادة الدولة.

الكلمات المفتاحية:

الحوثيون

الحكومة اليمنية

الانقسامات داخل الشرعية

طارق صالح

قوات المقاومة الوطنية

العميد أمجد خالد

الدعم الإماراتي في اليمن

التحالف العربي

تهديد البحر الأحمر

الشحن الدولي

الصراع في اليمن

إيران والحوثيون

ضربات أمريكية على الحوثيين

أمن البحر الأحمر

المجلس الانتقالي الجنوبي

الأزمة اليمنية

ذي ماريتايم إكزكيوتيف

التحليل الأمريكي حول اليمن

التنظيم الحوثي

الخلافات داخل الحكومة الشرعية

🔗 رابط مختصر:

اترك رد