صدى الواقع اليمني – رشاد عبدالله
كشفت منصة “ديفانس لاين” في تحقيق صحفي شامل عن حجم الترسانة البحرية التي تمتلكها جماعة الحوثي، مشيرة إلى امتلاك الجماعة منظومة متنوعة من الصواريخ والزوارق والألغام البحرية، تشكل تهديداً متزايداً للملاحة الدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر.
وبحسب التحقيق، تنفذ الجماعة، ذراع إيران في اليمن، هجمات بحرية منذ 2016، عقب سيطرتها على صنعاء ونهبها لمخازن الجيش اليمني، ما استدعى تدخلاً عربياً بقيادة السعودية والإمارات عبر “عاصفة الحزم” منذ مارس 2015، وحتى هدنة أبريل 2022. وخلال تلك الفترة، نفذت الجماعة عمليات استهدفت سفناً خليجية باستخدام أسلحة يمنية وإيرانية.
ومع تصاعد حرب غزة في أكتوبر 2023، وسّع الحوثيون نطاق استهدافهم للسفن في البحر الأحمر وباب المندب ثم خليج عدن والبحر العربي، بذريعة نصرة فلسطين. وبدأوا باستهداف سفن إسرائيلية، ثم أمريكية وبريطانية، فيما أطلقوا في نهاية أكتوبر صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل.
التصعيد الحوثي استدعى تدخلاً دولياً، فقادت واشنطن تحالف “حارس الازدهار” لحماية الملاحة. وشنت مع بريطانيا هجمات على الحوثيين في يناير 2024، أعقبتها عمليات منفردة أمريكية توقفت في مايو بعد وساطة عمانية. كما نفذت إسرائيل منذ ديسمبر عدة ضربات ضد بنى حوثية.
وأدى اتساع رقعة الصراع البحري إلى تصنيف الجماعة كتهديد للأمن العالمي. ويعتمد تسليحها على دعم إيراني مباشر وتطوير محلي لأسلحة استولت عليها من الجيش اليمني.
ويوضح التحقيق أن الحوثيين ورثوا من البحرية اليمنية السابقة زوارق “تارانتول” و”أوسا”، وزوارق دورية وإنزال وكاسحات ألغام روسية، إضافة إلى صواريخ “سي-801” الصينية التي حُوّلت إلى “المندب”.
كما تضم ترسانتهم:
صواريخ قصيرة المدى مثل “المندب 1 و2″، “روبيج ب-21 و22″، و”سجّيل”، و”عاصف”، و”صياد”، و”فالق”، و”تنكيل”.
صواريخ متوسطة وبعيدة مثل “ميون”، “محيط”، “البحر الأحمر”، “قدس Z-0″، و”بدر Z-0”.
فيما تستخدم الجماعة زوارق بحرية مختلفة، بعضها مأخوذ من الجيش اليمني، وأخرى إيرانية المنشأ، وتشمل:
زوارق “نذير”، “عاصف 1-3″، “ملاح”، وزوارق انتحارية مسيرة من نوع “طوفان 1-3″، و”طوفان المدمر” بحمولة متفجرة تصل إلى 1500 كجم.
وأفصح الحوثيون أيضاً عن امتلاكهم ألغاماً بحرية من طراز “مرصاد” و”ثاقب”، ونسخاً مغناطيسية مثل “كرار” و”عاصف”، إضافة إلى ألغام “شواظ” و”أويس” و”مسجور”.
وفي تطور لافت، عرضت الجماعة في نوفمبر 2024 طوربيداً مضاداً للسفن وأعلنت امتلاكها غواصة مسيرة تدعى “القارعة”، وهي في الواقع النسخة الأمريكية ذاتية القيادة “Remus-600” التي استولوا عليها عام 2018.
ويمتلك الحوثيون منظومات رادار متقدمة منها “نبأ”، وأجهزة تتبع واستهداف كهروبصرية، بعضها إيراني وبعضها من مخزون الجيش اليمني السابق، تساعدهم على توجيه الصواريخ والطائرات المسيرة.
ويواصل الحوثيون استخدام المسيرات والصواريخ المجنحة والباليستية لاستهداف السفن الحربية والتجارية، ما جعل المجتمع الدولي يراقب عن كثب قدراتهم البحرية المتنامية.
وتضمن التحقيق الإشارة إلى تحقيق آخر للمنصة تناول هيكل القوات البحرية الحوثية ومراكز انتشارها وتنظيمها الداخلي.
الكلمات المفتاحية:
الحوثيون، الأسلحة البحرية، الصواريخ، الزوارق، الألغام البحرية، إيران، البحر الأحمر، باب المندب، خليج عدن، الطوفان، المندب، تهديد الملاحة، ترسانة الحوثي، الحوثي وإيران، البحرية اليمنية، ديفانس لاين.