صدى الواقع اليمني – صنعاء

أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الثلاثاء 15 يوليو/تموز 2025، بدء تداول الإصدار الثاني من العملة الورقية فئة “200 ريال”، اعتباراً من يوم غدٍ الأربعاء، في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأوضح فرع البنك المركزي بصنعاء، الذي تديره المليشيا، أن الورقة الجديدة ستُطرح بجانب الفئات المعدنية التي أُدخلت مؤخرًا، مشيرًا إلى أن تأجيل إصدارها سابقًا جاء لإتاحة الفرصة لتنفيذ ما سُمّيت “استحقاقات خارطة السلام”. وهاجم في ذات السياق المملكة العربية السعودية، متهمًا إياها بـ”المماطلة” في تطبيق بنود المبادرة الأممية.

وكانت المليشيا المدعومة من إيران قد أعلنت، يوم الأحد الماضي، عن إدخال فئة معدنية جديدة من 50 ريالاً بدلاً عن الورقية التالفة، وذلك بعد إصدار مماثل في 30 مارس/آذار الماضي لفئة 100 ريال معدنية بحجة “مواجهة التآكل النقدي”.

من جهته، اعتبر البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن أن خطوة الحوثيين تمثل تصعيدًا اقتصاديًا خطيرًا، مؤكدًا أن إصدار الورقة الجديدة يشكل انتهاكًا واضحًا لاتفاق 23 يوليو 2024 الذي أُبرم برعاية المبعوث الأممي هانس غروندبرغ وبدعم إقليمي ودولي.

وأشار البنك إلى أن المليشيا تجاوزت بنود الاتفاق المتعلقة بإلغاء الإجراءات الاقتصادية الانفرادية وخفض التصعيد المالي، محذرًا من أن هذه التحركات ستزيد من حدة الانقسام النقدي والتدهور الاقتصادي الشامل في البلاد.

ويرى خبراء اقتصاديون أن الورقة النقدية التي أعلنت عنها الجماعة تُعد باطلة قانونيًا ونقديًا، لعدم استنادها إلى غطاء نقدي أو اعتراف من البنك المركزي الشرعي. ويؤكدون أن الهدف منها ليس معالجة تآكل النقد كما تدعي الجماعة، بل استمرار السيطرة على القطاع المصرفي في صنعاء رغم نزوح غالبية المؤسسات المالية إلى عدن.

ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة تعكس حالة ارتباك داخل الجماعة بسبب الركود الاقتصادي وأزمة السيولة الناتجة عن سياسات الجباية القسرية ونهب الأموال. ويؤكدون أن طباعة أوراق غير مدعومة بقيمة حقيقية ستفاقم الانهيار المالي، وتهدد ما تبقى من التوازن الاقتصادي الهش في البلاد.

الكلمات المفتاحية:
الحوثيون، العملة اليمنية، البنك المركزي، صنعاء، عدن، الاقتصاد اليمني، الورقة النقدية، الانقسام النقدي، أزمة السيولة، خارطة السلام، اتفاق يوليو، هانس غروندبرغ، التدخل الإيراني.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد