صدى الواقع اليمني – غرفة الأخبار
الإخوة والأخوات أبناء شعبنا اليمني العظيم..
يوافق هذا اليوم، 17 يوليو، ذكرى وطنية راسخة في وجدان اليمنيين، تمثل لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الوطن، حين تسلم القائد الوطني الشهيد علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في الجمهورية العربية اليمنية عام 1978، في وقتٍ عصيب مرّت فيه البلاد بتحديات جسيمة وأزمات سياسية وأمنية متعاقبة، وفقد خلالها اليمن، بشطريه، ثلاثة رؤساء نتيجة صراعات وانقلابات. وقد تصدّر الزعيم المشهد بشجاعة نادرة، متحملاً مسؤولية جسيمة وسط وضع داخلي وخارجي معقّد، فدخل التاريخ من أوسع أبوابه كقائد استثنائي واجه الأخطار بإرادة فولاذية وروح فدائية نادرة.
جاء الزعيم من عمق الشعب، ومن بين صفوف الجيش الوطني، متسلحًا بروح وطنية صلبة وإيمان عميق بضرورة إنقاذ الوطن من الانهيار والانطلاق به نحو مستقبل آمن ومستقر، فبدأت مسيرة بناء الدولة وترسيخ الأمن والنهوض الشامل. وخلال فترة قصيرة، تحقق استقرار سياسي وتأسيس المؤتمر الشعبي العام كحاضنة وطنية جامعة، وجرى العمل على تطوير مؤسسة الجيش والأمن برؤية وطنية تستوعب جميع أبناء الوطن دون استثناء، مع الابتعاد عن التعصب والطائفية والمناطقية، مما ساعد في تعزيز الأمن والاستقرار.
شهد اليمن في عهد الزعيم نهضة تنموية واسعة، من استخراج النفط والغاز، وبناء شبكة طرقات، ومدارس، ومستشفيات، وسدود، وموانئ، ومطارات، إلى جانب تحقيق العدالة في توزيع المشاريع على كل المحافظات. ومن أبرز منجزاته إعادة توحيد الوطن في 22 مايو 1990، وحل نزاعات الحدود مع السعودية وعمان، وإنهاء قضية جزر حنيش مع إريتريا عبر التحكيم الدولي، مؤكدًا إيمانه بالحوار والسلام وسيلة لحل الخلافات، وإرساء علاقات خارجية متوازنة قائمة على الاحترام والتعاون والمصالح المشتركة.
دافع الزعيم بكل إخلاص عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وكان نصيرًا دائمًا للحق والعدالة في كافة المحافل.
آمن الزعيم الراحل بالشراكة الوطنية وأرسى أسس الديمقراطية والحريات، إذ شهد عهده انتخابات تنافسية رئاسية ومحلية وبرلمانية، وجرى تأسيس منابر إعلامية متعددة أتاحت للمواطنين التعبير بحرية ضمن ضوابط القانون، وفتح الباب أمام الجميع للمشاركة السياسية والمجتمعية.
أولى الزعيم أهمية قصوى لسيادة اليمن ووحدته الترابية، وسعى لتحصين القرار الوطني من التدخلات الخارجية، محافظًا على الهوية اليمنية الجامعة ومبادئ الثورة والجمهورية. وكان رجل دولة حقيقي، أحب شعبه وأخلص لوطنه حتى استشهد مدافعًا عن الجمهورية والحرية والكرامة، مفضلًا طريق النضال والاستقلال على الاستسلام والخنوع، وخلّف وراءه تاريخًا ناصعًا وإرثًا وطنيًا خالدًا سيظل مصدر فخر وإلهام للأجيال القادمة.
وفي ذكرى ذلك اليوم الخالد، نرفع أسمى آيات الرحمة لروحه الطاهرة، كما نترحم على أرواح كافة شهداء الوطن، مؤكدين عزمنا على مواصلة السير في دربه، والتمسك بقيمه ومبادئه، مستلهمين تاريخه النضالي، عاملين على استعادة الدولة وتحقيق السيادة والكرامة وبناء يمن موحد وقوي ومزدهر.
الخلود والرحمة للزعيم الشهيد وكل شهداء الوطن الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ أحمد علي عبدالله صالح
الكلمات المفتاحية:
علي عبدالله صالح، 17 يوليو، ذكرى وطنية، الجمهورية اليمنية، المؤتمر الشعبي العام، الوحدة اليمنية، قضايا الأمة، فلسطين، التنمية في اليمن، أحمد علي عبدالله صالح، الزعيم الشهيد، الثورة اليمنية، تاريخ اليمن المعاصر، السيادة الوطنية، الأمن والاستقرار.