أكبر ضبط للأسلحة الإيرانية.. رسالة أمريكية متعددة الأبعاد في اليمن

صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي

يحمل البيان الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) حول ضبط “الشركاء اليمنيين” لشحنة أسلحة إيرانية يوم أمس، أبعاداً استراتيجية واضحة تتجاوز حدود التهنئة، وتكشف عن تحولات لافتة في المشهد اليمني والإقليمي.

الشركاء اليمنيون: تعاون استراتيجي واضح

في عنوانه، وصف البيان قوات المقاومة الوطنية اليمنية بقيادة طارق صالح بـ “الشركاء اليمنيين”، في إشارة صريحة للعلاقة المتنامية والتنسيق الوثيق بين سنتكوم وهذه القوات. هذا التوصيف يسلط الضوء على موقع المقاومة الوطنية كمكون محوري في جهود مكافحة التهريب والأنشطة الإيرانية في المنطقة، ويعزز من حضورها السياسي والعسكري في اليمن.

إنجاز غير مسبوق

اعتبار سنتكوم أن هذه العملية تمثل “أكبر عملية ضبط لأسلحة إيرانية تقليدية متطورة في تاريخهم”، يمنح الإنجاز بعداً نوعياً. فقد أبرز البيان القدرات العملياتية للمقاومة الوطنية في تعقب وتفكيك شبكة الإمداد الحوثية، في عملية وصفها القادة العسكريون الأمريكيون بأنها استراتيجية وليست مجرد نجاح تكتيكي.

طبيعة الشحنة: تهديد إقليمي واسع

الشحنة المضبوطة – والتي تجاوزت 750 طناً من الذخائر والصواريخ والرؤوس الحربية ومنظومات الدفاع الجوي والرادارات – لا تمثل مجرد عملية تهريب، بل محاولة ممنهجة لتجهيز الحوثيين بترسانة متكاملة قد تخل بتوازن القوى داخل اليمن وفي البحر الأحمر وخليج عدن. وتكشف الكمية والنوعية عن حجم الدعم الإيراني وقدرته على مد أذرعه بوسائل تهديد متقدمة.

الدليل القاطع على التورط الإيراني

أكد البيان العثور على معدات إيرانية وكتيبات باللغة الفارسية، تعود لشركة خاضعة للعقوبات الأمريكية وتتبع لوزارة الدفاع الإيرانية. هذا الدليل يعزز المزاعم المتكررة حول الانتهاكات الإيرانية لقرارات مجلس الأمن، ويؤكد أن طهران ليست مجرد جهة داعمة، بل هي مزوّد مباشر للأسلحة التي تغذي الصراع وتهدد الاستقرار.

البعد الدولي: أمن الملاحة في خطر

أشار قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، إلى إيران كـ “الجهة الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة”، معتبراً أن اعتراض هذه الشحنات مسألة تمس أمن الملاحة العالمية. فالأسلحة المرسلة للحوثيين تهدد حركة التجارة في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، ما يجعل مواجهتها أولوية أمنية أمريكية وإقليمية.

الكلمات المفتاحية
إيران، طارق صالح، المقاومة الوطنية، الأسلحة المهربة، القيادة المركزية الأمريكية، الحوثيون، البحر الأحمر، خليج عدن، الأمن الإقليمي، الدعم الإيراني، تهريب الأسلحة، اليمن، سنتكوم، قرارات مجلس الأمن، طهران