صدى الواقع اليمني – وسيم يحيى
أكد عبدالقوي العديني، رئيس تحرير مجلة الاستثمار، في حوار خاص أُجري على هامش مشاركته في الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد، أن الصين لم تعد مجرد “مصنع العالم”، بل أصبحت “عقلاً ذكيًا” لإدارة سلاسل الإمداد تقنيًا على مستوى العالم، وهو ما يعكس التحول الهائل الذي تشهده البلاد في هذا القطاع الحيوي.
وأوضح أن الصين طورت نموذجًا متقدمًا قائمًا على البنية التحتية الحديثة والتكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى مرونتها العالية خلال جائحة كوفيد-19، والتي جعلتها مركزًا عالميًا محوريًا في تخطي اختناقات التوريد.
وبيّن أن الشراكة مع العالم العربي لم تعد تقليدية، بل باتت استراتيجية، حيث تشكّل الدول العربية محورًا لوجستيًا أساسيًا في مبادرة “الحزام والطريق”، ما يجعل التعاون معها ضرورة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي على المستوى الإقليمي.
وأضاف أن الفرص متاحة حاليًا لإنشاء منصات رقمية ومراكز توزيع وممرات تجارية مشتركة، تُسهم في إدارة حركة السلع بكفاءة أعلى، وتقلل من التكاليف، وتزيد من الشفافية في منظومة الإمداد العالمية.
وأشار إلى أن الصين لم تعد شريكًا ماليًا فقط في المشاريع العربية، بل تشارك في صياغة الرؤى التنموية الكبرى مثل “رؤية السعودية 2030” و”مصر الخضراء”، من خلال دمج استراتيجيات التنمية بسلاسل إمداد ذكية ومتخصصة.
وأوضح أن هناك توجهًا واضحًا نحو التكامل القطاعي بين الجانبين، يرتكز على توزيع جغرافي متخصص وربط رقمي للموانئ، مما يفتح المجال أمام منظومة حديثة لسلاسل إمداد مستدامة.
وأكد العديني أن الاستثمار المتبادل يمثل حجر الزاوية في هذه الشراكة، حيث تزداد الاستثمارات الصينية في موانئ وبنى تحتية عربية، بالتوازي مع تحرك عربي نشط في السوق الصينية عبر الصناديق السيادية والمؤسسات الكبرى.
وأوضح أن هذا التداخل الاستثماري يعزز نظامًا تشاركيًا متماسكًا، قادرًا على تقاسم المخاطر، ودفع الابتكار، وتطوير منصات قادرة على الاستجابة للتغيرات العالمية، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا النظيفة ومراكز البيانات.
ووصف النسخة الحالية من المعرض بأنها محطة تحول مفصلية، مؤكدًا أن أبرز ما يميزها هو الاتجاه المتسارع نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي، ما يعكس وعيًا عالميًا بضرورة تحديث سلاسل الإمداد لضمان مرونتها واستدامتها.
وختم العديني بالحديث عن الحضور العربي اللافت في المعرض، من خلال مشاركة وفود رسمية تمثل جامعة الدول العربية، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ودولة تونس، ما يعكس اهتمامًا إقليميًا متزايدًا بلعب دور ريادي في الاقتصاد العالمي الجديد.
الكلمات المفتاحية:
عبدالقوي العديني، الصين، سلاسل الإمداد، الشراكة الصينية العربية، معرض الصين الدولي، الذكاء الصناعي، التكنولوجيا الخضراء، الحزام والطريق، الاستثمار المتبادل، الاقتصاد الرقمي، العالم العربي، اللوجستيات