صدى الواقع اليمني – كتب : جمال الصامت
الشيخ عبدالله العديني، عضو مجلس النواب عن حزب الإصلاح في الدائرة 35 بمحافظة تعز، لا يتدثر بالوطنية زيفًا. لا يختبئ خلف خطاباتٍ معسولة.
نختلف معه، نعم.
نرفض أفكاره، قطعًا.
لكننا نحترم وضوحه.
العديني في خطابه الأخير لم يأتِ بجديد، لكنه قال ما يعرفه الجميع، وما يهرب حزبه من الاعتراف به.
قالها بصوتٍ عالٍ، دون لف ولا تجميل: الإصلاح صار دولة.
معسكرات، ومحور، وأمن، ومؤسسات.. ولم يعد مجرد حزب.
والمحافظ نبيل شمسان، لا سلطة له، ولا قرار.
تعز تدار من داخل مقر الإصلاح.
هذا الكلام، حين يقوله خصم، يقرأ على أنه مزايدة.
لكن حين يأتي من أحد أبناء البيت نفسه، فهو شهادة مدوية للتاريخ، لا تموت بالتجاهل.
أجد نفسي اليوم أحترم الشيخ العديني أكثر من أي وقت مضى.
فوحدهم الصادقون في عدائهم أكثر شرفًا من المزيفين في صداقاتهم.
يا ليت صراحة العديني وزعت على بقية قيادات حزبه، لكان الوطن أهون خيانة، وأسهل فرزًا.
كما أنه من منظور واقعي، يتضح أن تصريحات العديني ليست أكثر من تمظهرات داخلية، تستخدم كاستراتيجية لإدارة الأزمات، عبر تراشقات تنسي الشارع القضية الأساسية.