صدى الواقع اليمني – كتب : وسام السفياني
لم أنتم يومآ لحزب، ولم أصفّق لراية، ولم أركع لصنم سياسي كما يفعل أولئك المتعصّبون الذين يعبدون الأشخاص ويبيعون الوطن.
أنا أنتمي فقط إلى صوت الحق وأقف في وجه كل فاسد متحزّب، من أصغرهم إلى أكبرهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
كلهم اقتسموا هذا الوطن الجريح وتركوا شعبا يلتهمه الجوع ويغرق في الذل والقهر.
حزبي هو “اليمن”.
هو الأرض التي ما زالت تنزف والكرامة التي يدوسها المتسلطون، والشعب البسيط الذي تحمل وجع السنين وهو صامت، مكسور لكنه واقف.
ورغم كل الخراب.
يبقى حب “علي عبدالله صالح” مزروعا في قلبي بالفطرة.
هو الزعيم الذي رأيناه كبارًا ونحن صغار. اختلفنا معه؟ نعم. لمناه؟ كثيراً لكننا لم ننس أنه كان حاضراً في ملامح الوطن، وأن هيبة الدولة كانت ترى في عهده.
لم يصنع حبي له السياسة بل صنعه الزمن.
ذاك الزمن الذي كنا فيه نأكل ونشرب ونسافر دون خوف زمن كانت فيه كرامة المواطن اليمني تحترم داخل بلاده وخارجها.
أين ذهبت تلك الأيام؟
اليوم… أصبح اليمن وطنا ممزقًا جغرافيا محطمة، وأرواحا تائهة.
أصبحنا نعيش في دولة لا تعرف نفسها في شمال تحاصرك فيه الشكوك وجنوب تلاحقك فيه الألقاب
من يسافر إلى صنعاء يرمى بتهمة “داعشي”، ومن يعبر إلى عدن يلاحق بكلمة “دحباشي”
أي مصير هذا؟
أي لعنة حلت على وطن كان موحداً تحت راية واحدة فأصبح ساحة لتصفية الحسابات؟
لقد أدخلونا في دوامة عبثية لا مخرج منها إلا بإرادة صادقة واصطفاف وطني حقيقي يواجه العدو الذي نهش اليمن من الداخل والخارج
لن نُشفى إلا إذا اتحدنا
ولن ننهض إلا إذا تجاوزنا أحقاد السياسة وصراعات الزعامات، وعدنا إلى أصل الحكاية:
وطن واحد… شعب واحد… مصير واحد