صدى الواقع اليمني – تقرير – حسين الشدادي

توصلتُ عبر الأدوات العلمية للتحقق من الموقع الجغرافي للفيديوهات (OSINT) إلى أن الفيلم الذي نشره الناشط اليمني مصطفى المومري على أنه صُوِّر في معبر رفح البري بمصر، لم يُصوَّر هناك مطلقاً، بل جرى تصويره داخل حرم جامعة صنعاء مع إدخال تفاصيل شكلية مضللة لإيهام الجمهور بأنه يوثق مشاهد من الأراضي المصرية.

دلائل التزييف





1- اللوحات المزيفة

أبرز ما ظهر في الفيلم لوحة كتب عليها “معبر رفح” وأخرى نُصبت على مبنى قُدم باعتباره مقر قيادة قوات حرس الحدود المصرية. وبالمقارنة مع المبنى الحقيقي لحرس الحدود في مصر، يتضح أن المبنى الظاهر لا يمت له بصلة، بل هو في الحقيقة أحد مباني جامعة صنعاء.

2- الزي العسكري والسلاح

الممثلون الذين ارتدوا زياً عسكرياً لتجسيد دور الجنود المصريين لا يبدون مصريين من حيث الملامح، أما أسلحتهم فكانت من نوع “كلاشنكوف روسي” المستخدم لدى القوات اليمنية، في حين أن الجيش المصري لا يعتمد هذا النوع كسلاح أساسي.

3- السياج الفاصل

الفيلم أظهر سياجاً حديدياً على أنه الحدود الفاصلة بين مصر وغزة والأراضي المحتلة، بينما هو في الحقيقة شبكة معدنية عادية موجودة داخل جامعة صنعاء، وتختلف تماماً عن السياج الحدودي الحقيقي.

4- عدد القوات وآلياتهم

الفيلم لم يُظهر سوى خمسة أفراد (قائد، نائب، وثلاثة جنود) بلا أي آليات عسكرية، في حين أن الواقع في معبر رفح يعكس وجود قوة عسكرية كبيرة ومجهزة بالكامل لتأمين الحدود.

خداع واسع للرأي العام





هذا التزييف جعل شريحة كبيرة من الجمهور تعتقد أن المومري سافر بالفعل إلى مصر وصور داخل المعبر. لكن التحليل العلمي الدقيق للعناصر البصرية والبيانات الميدانية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المشاهد مصوَّرة في صنعاء، لا في رفح.

إساءة بالغة لمصر





الأخطر أن الفيلم لم يكتفِ بتضليل المشاهدين، بل وجّه إساءة مباشرة إلى القوات المسلحة المصرية والقيادة السياسية والشعب المصري، عبر تحميلهم مسؤولية معاناة الفلسطينيين، متجاهلاً دور الاحتلال الإسرائيلي في حصار غزة. وهي رسالة مشبوهة لا يمكن أن تقبلها القاهرة بأي حال.


ما قام به المومري ليس سوى محاكاة مزيفة استغل فيها عاطفة الجمهور تجاه القضية الفلسطينية، وأنتج محتوى مضللاً أساء لدولة محورية مثل مصر. وكشف هذه الحقائق عبر أدوات التحقق الجغرافي يوضح خطورة مثل هذه الممارسات التي تُضلل الرأي العام وتزرع الشكوك في قضايا حساسة.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد