صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي
أثار التحديث الجديد لمنصة X—الذي يفرض إظهار موقع الدولة في الحسابات—جدلاً واسعاً بعد أن كشف عن اختلالات كبيرة في مشهد الهوية الرقمية، لتتصدر الهند واليمن واجهة النقاش العالمي حول مصداقية المحتوى وأخلاقيات الاستخدام.
فبحسب البيانات التي ظهرت بعد التحديث، تبيّن أن آلاف الحسابات التي كانت تنشط في حملات التأثير السياسي داخل الولايات المتحدة وتقدم دعماً رقمياً واسعاً للكيان الإسرائيلي، تعود إلى شبكات هندية منظمة تعمل ضمن نماذج الجيوش الإلكترونية. هذا الاكتشاف أعاد طرح أسئلة حول سوق “التأثير الرقمي المدفوع” الذي ينمو بوتيرة متسارعة، ويستخدم تكتيكات تخفي الهوية لخلق روايات مضللة.
في المقابل، وقعت اليمن تحت مجهر المنصة بعد أن كشف التحديث ذاته عن آلاف الحسابات ذات الطابع الإباحي التي تستخدم أسماء وهوية خليجية مزيفة، بينما تدار فعلياً من داخل البلاد. وتسببت هذه المعطيات في موجة انتقادات محلية، خصوصاً وأن اليمن تُقدَّم اجتماعياً بوصفها “بلداً محافظاً”، بينما تكشف البيانات الرقمية عن تضارب حاد بين السلوك المُعلَن والسلوك الرقمي الفعلي.
وتظهر مؤشرات المنصة أن جزءاً كبيراً من هذه الحسابات يستخدم صوراً لنساء منقبات بوضعيات مثيرة، في محاولة لاستثمار النمط الثقافي السائد وتحويل الرموز الدينية والاجتماعية إلى محتوى جاذب يحقق رواجاً سريعاً في سوق “الاهتمام الرقمي”. ويرى مختصون في التحليل السلوكي الرقمي أن هذا النمط يعكس ازدواجية اجتماعية؛ حيث يتحول الحجاب من رمز للحياء العام إلى أداة جذب تستخدم في منصات التواصل بهدف رفع نسب التفاعل.
ويشير خبراء الاقتصاد الرقمي إلى أن هذه الظاهرة تعكس نمواً غير منظم في اقتصاد المحتوى المشفر داخل المنطقة، حيث تتقاطع الحاجة الاقتصادية مع القيود الاجتماعية، فتتشكل بيئة خصبة لحسابات تتخفى خلف هويات مزيفة وتعمل خارج أي إطار تنظيمي.
وتعيد هذه الحادثة فتح ملف حوكمة المنصات الرقمية وضرورة بناء سياسات شفافية أكثر صرامة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي لحماية سمعة الهوية الرقمية للدول، في ظل تحول المنصات إلى ساحات تأثير حقيقية تتجاوز الحدود الجغرافية.

