صدى الواقع اليمني – كتب: محمد محمد السفياني
المتعلّقون رغم التناقضات؛العلاقة الحميمة بين الشيعة السياسية والشيوعية السياسية، وبين الإخوانية والسلفية السياسية، كلاهما من ضده يولد ويلعب. المتعلّقون القوميون يلعبون دوراً كبيراً في توحيد شعارات هذه الأطراف وتغليفها بغلاف القومية. أقصد بالقومية المتعلّقة أولئك الذين يتعلّقون مع كل قائد، وهم أناس اعتادوا على العيش بأفواههم، لا رأي لهم إلا عندما تنقطع عنهم الصِلات المعيشية. يتعلّقون مع كل قائد جديد، ويَرِثون أماكن المتعلّقين الذين رحلوا مع الراحلين بعد أن عاشوا معهم.
ويظل الرابط بين المتعلّقين هو إجادة وضع الشعارات والتسويق لها، وتسويق الشكوى وتغليفها بالمظلومية وربطها بما يُعرف بالنضال القومي والإنساني ضد أعداء الأمة العربية. وهذا هو عمل الكسالى.
أتذكّر أولئك الطلاب الذين يتعلّقون بأي سيارة، ويظلون ينتظرون أي سيارة، بينما زملاؤهم يفضّلون المشي على الأقدام بدلاً من التعلّق. وهؤلاء المتعلّقون اعتادوا التعلّق في تنقلاتهم بين الأماكن بلا أجرة أو ثمن. وإذا ما تعرّضت السيارة لحادث، لم يستطع صاحب السيارة إرضاءهم.
هؤلاء هم أشبه بالقوى المعيشية السياسية، وهم سبب رئيسي في تدهور القيم العربية النبيلة، والاستغناء عنها بتجسيد أشخاص. وهذا هو حال الأمة العربية اليوم التي تشخْصَن وتنسى القيم والأهداف الحقيقية. ولذا نجد كل الشعارات تؤول إلى هباء وغباء منثور، وحرب ودَبُور، وطابور وراء طابور.
فهل من مُدَّكِر؟

