صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي
أفادت مصادر محلية اليوم بوفاة خمسة شباب في العاصمة صنعاء إثر تناولهم مشروباً كحولياً مُقطّراً بطريقة بدائية، في حادثة تعكس خطراً متنامياً ناجماً عن لجوء بعض الأفراد لعمليات التقطير غير الآمن للحصول على درجات كحولية مرتفعة.
ووفقاً للمعلومات الأولية، قام الضحايا بغلي نبيذ محلي تراوحت نسبة الكحول فيه بين 5% و12% بهدف رفع التركيز إلى نحو 45% عبر جهاز تقطير بدائي، وهو إجراء معروف بقدرته على إنتاج مركّبات سامة أبرزها الميثانول، الذي يؤدي تناوله حتى بكميات ضئيلة إلى الوفاة أو العمى.
وتشير هذه الحادثة إلى مخاطر تشغيلية وصحية عالية جداً مرتبطة بالتقطير غير المنضبط، نتيجة غياب أي رقابة صحية أو معايير أمان.
وتُعدّ هذه الممارسات من أخطر طرق إنتاج المشروبات الكحولية، نظراً لأن الميثانول يتولد في المراحل الأولى من التقطير، وفي غياب الخبرة والمعدات المعيارية يصبح من المستحيل تمييزه أو فصله عن الإيثانول، ما يحوّل المنتج النهائي إلى مزيج قاتل.
وفي ظل انعدام المشروبات الكحولية في السوق اليمنية، تؤكد مصادر طبية وخبراء صحة عامة على ضرورة تبني بدائل أقل خطورة وتقديم رسائل توعوية مباشرة للمجتمع، تشمل:
1. الاكتفاء بالنبيذ المخمّر منخفض التركيز (5% – 12%)
النبيذ المخمّر، رغم مخاطره عند التعاطي المفرط، يظل أقل خطراً بكثير من أي منتج مُقطّر منزلياً.
التخمير الطبيعي لا ينتج ميثانولاً بتركيزات قاتلة كما يحدث في التقطير.
2. الامتناع المطلق عن التقطير المنزلي
أي عملية تهدف لرفع تركيز الكحول عبر الغلي والتكثيف تُعد عملياً عملية تصنيع خطِرة لا يمكن التحكم فيها.
والتقطير غير الخاضع للمعايير يُنتج ميثانول بنسبة غير قابلة للتنبؤ، ما يجعل النتيجة أقرب إلى سم قاتل وليس مشروباً.
3. إطلاق حملات توعية مجتمعية
الجهات الصحية ومنظمات المجتمع المدني مطالَبة بتعميم رسائل واضحة حول خطورة التقطير البدائي، ونشر أدلة مصورة مبسطة تشرح كيف يتكون الميثانول ولماذا يؤدي إلى الوفاة.
4. إنشاء وحدات طوارئ مجهّزة للتعامل مع حالات التسمّم الكحولي
تعزيز قدرات القطاع الصحي في التشخيص السريع لحالات التسمم بالميثانول واستخدام الترياق الطبي المناسب (fomepizole) قد يقلل من الوفيات المستقبلية.
5. رصد نقاط الإنتاج غير القانوني
دعوة السلطات المحلية لتفعيل إجراءات وقائية تستهدف مصادر إنتاج المشروبات المقطّرة غير الآمنة التي تنتشر أحياناً في الأسواق السوداء.
دعوة للوقاية
تؤكد هذه الحادثة الحاجة الملحّة إلى إدارة أكثر فاعلية لمخاطر المنتجات المستهلكة خارج الإطار القانوني.
ومع غياب البدائل النظامية، يصبح الخيار الأكثر أماناً للمستهلكين هو الابتعاد تماماً عن التقطير المنزلي والالتزام بالمشروبات المخمّرة فقط، باعتبارها الأقل ضرراً والأكثر قابلية للسيطرة.
وتجدد الجهات الصحية تحذيرها من أن أي محاولة لرفع نسبة الكحول منزلياً قد تتحول إلى تهديد مباشر للحياة، كما تدعو إلى دعم مبادرات التوعية للحد من تكرار هذه المآسي.

