صدى الواقع اليمني – كتب: ناصر العامري
في زمن ندر فيه الإخلاص برز الدكتور أكرم شماط كواحد من أولئك الذين تركوا بصمة لا تنسى في قلوب المرضى وداخل أروقة مستشفى مأرب العام طبيب سوري متمكن لم يكن مجرد اسم في كشوفات العاملين بل كان روحا نابضة بالرحمة وعقلا متفانيا في خدمة الإنسان
تعالجت على يده وشهدت عن قرب كيف كان يعطي بلا حدود ويداوي بلا تمييز ويعلم بلا تردد ورغم رحيله إلى مستشفى زليخة في الإمارات ما زال التواصل معه قائما وما زالت روحه الطيبة حاضرة في كل دعاء وكل ذكرى
لكن للأسف لم يقابل عطاؤه بما يستحق فقد تم حرمانه من حقوقه ومصادرة رواتبه والتعامل معه بجفاء من قبل إدارة هيئة مستشفى مأرب العام وهذا ليس فقط ظلما لشخصه بل خسارة أخلاقية ومهنية للقطاع الصحي في اليمن
نرفع الصوت تضامنا مع كل طبيب مخلص ونطالب بإنصاف الدكتور أكرم شماط ورد الاعتبار له ولمن مثله من أصحاب الضمائر الحية
لقد طرق الدكتور أكرم كل الابواب بحثا عن الإنصاف لكن دون جدوى تم حرمانه حتى من شهادة خبرة ظنا منهم أن ذلك سيسكته وسيسقط حقه لكن الحق لا يسقط والضمير لا يشترى
شاهدته في عدة برامج طبية على قناة العربية يتحدث بعلم رصين وأسلوب راق وكنت أتابعه وأنا أموت حسرة لماذا دائما نطفش الأطباء الحقيقيين والمميزين لماذا يغادرنا من يستحق أن يكرم بينما يحتفى بمن لا يحمل سوى الألقاب
إن قصة الدكتور أكرم شماط ليست مجرد حالة فردية بل مرآة لواقع يحتاج إلى مراجعة وإلى وقفة ضمير من كل من يهمه مستقبل الطب في اليمن