صدى الواقع اليمني – رشاد عبدالله

في مخيم السويداء شمال مدينة مأرب، يعيش آلاف النازحين ظروفًا إنسانية صعبة وسط نقص حاد في المساعدات وتراجع الدعم الدولي، ما يجعلهم يواجهون أزمات متعددة تتراوح بين نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض وضعف الخدمات الأساسية. 

يستضيف المخيم، الذي يبعد 8 كيلومترات عن مركز المدينة، نحو 2500 أسرة نازفة من مختلف المحافظات اليمنية، ما يجعله ثاني أكبر مخيمات النزوح في مأرب التي تستقبل ثلثي النازحين على مستوى البلاد. 

ويعاني النازحون من ظروف معيشية قاسية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وعدم توفر وسائل التدفئة الكافية. يقول حسين عبدالله (38 عامًا)، وهو نازح من تعز ويعيل أسرة مكونة من ستة أفراد: “نعيش في خيمة بالية دون فراش أو بطانيات كافية، وأطفالي يعانون من البرد القارس”. 

وتتفاقم الأزمة مع انتشار الأمراض مثل الحمى والالتهابات الصدرية، حيث يعاني المستشفى الميداني في المخيم من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية. يقول الدكتور علي علوان، طبيب أطفال في مستشفى السويداء: “نستقبل يوميًا عشرات الحالات، معظمها لأطفال يعانون من أمراض مرتبطة بظروف النزوح”. 

ويشكو النازحون أيضًا من ضعف الخدمات التعليمية، حيث تعاني المدارس من الاكتظاظ ونقص المعلمين والمستلزمات الدراسية. يقول المعلم غالب عياش: “التعليم هنا مهمش، والمدرسون يعملون دون رواتب منتظمة”. 

وتعكس معاناة مخيم السويداء الوضع الإنساني المتردي في اليمن، حيث يعيش 4.8 مليون نازح أوضاعًا صعبة وسط تراجع التمويل الدولي. فبحسب برنامج الأغذية العالمي، لم يتم تمويل سوى 8% من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025، ما يهدد بتفاقم الأزمات وخاصة سوء التغذية الذي يعاني منه ملايين اليمنيين. 

الكلمات المفتاحية:
مخيم السويداء، النازحون في مأرب، الأزمة الإنسانية في اليمن، تراجع المساعدات الدولية، سوء التغذية، النزوح الداخلي.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد