صدى الواقع اليمني – رشاد عبدالله
أكدت ندوة أكاديمية وسياسية عُقدت اليوم السبت، على أهمية اضطلاع الأكاديميين اليمنيين في الداخل والخارج بدور محوري في ترسيخ خيار المقاومة، والمضي قُدماً في مهمة استعادة نفوذ الدولة وإنهاء التحديات التي وُضعت في طريق اليمنيين منذ أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الانقلاب والحرب.
وشارك في الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بالتعاون مع اتحاد الأكاديميين اليمنيين في الخارج، عددٌ من الأساتذة الجامعيين بتخصصات متعددة، إلى جانب سياسيين وقادة مقاومة من داخل اليمن وخارجه، حيث بحث المشاركون الدور الذي يتعين أن يؤديه الأكاديميون والشرائح الاجتماعية الفاعلة في دعم المقاومة.
وفي مستهل الندوة، خاطب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، الشيخ القائد حمود سعيد المخلافي، المشاركين موجهاً التحية والتقدير للأكاديميين الذين وصفهم بأنهم قناديل الفكر ورايات الوعي. ونوّه بتأثيرهم الكبير في الإحاطة بالقضية اليمنية والتعريف بها على المستويين المحلي والدولي، مؤكداً أن قضيتنا الوطنية بحاجة إلى العقل والكلمة الموزونة، وهما السلاح الحقيقي الذي يمتلكه الأكاديميون.
وأضاف المخلافي أن كل أكاديمي هو جندي مقاوم، سلاحه قلمه وعلمه وحجته، يضعها جميعاً في خدمة اليمن لاستعادة دولته وإنهاء الانقلاب”.
وشدّد على شمولية الدور الذي يؤديه الأكاديميون، سواء في ميدان المعرفة النظرية والتطبيقية، وما ينطوي عليه هذا الدور من قدرة على تقديم رؤى وتصورات لإعادة بناء الوطن بعد الحرب والتحرير.
وقدمت خلال الندوة ورقتا عمل؛ الأولى للدكتور عبد الغني بن علي الشمراني، أمين عام اتحاد الأكاديميين اليمنيين، وأستاذ الاقتصاد والتمويل الإسلامي، والثانية للدكتور عبد المجيد عكروت، عضو هيئة علماء المسلمين والباحث الأكاديمي في مجال الاقتصاد.
وركزت ورقة الشمراني على المسؤولية الاجتماعية للأكاديميين، مستعرضاً أدوات التأثير التي يمتلكونها، والتي تشمل الدراسات النظرية لظواهر المجتمع والمساهمة في وضع الحلول. لافتاً إلى الواجبات الأكاديمية التي تقتضيها المرحلة الراهنة من تاريخ اليمن، حيث يتعين على الأكاديميين أن ينخرطوا في إجراء دراسات تحليلية حول تأثير المليشيات على الأمن والاقتصاد والمجتمع والدولة، وتقديم الحلول العلمية لمعالجة الأزمات المتعددة الناتجة عن الانقلاب والصراع، وفي المقدمة منها إعادة البناء السياسي والمادي والمعرفي والعلمي للدولة، ونقد الفكر الحوثي ومناهجه الطائفية والتكفيرية، وتعزيز الخطاب السلمي المعتدل والحفاظ على الهوية الوطنية المشتركة.
أما ورقة الدكتور عكروت فقد تناولت الكيفية المناسبة لتوظيف الخبرات الأكاديمية في دعم التحرير وبناء الدولة. مشددا على أهمية الدور الأكاديمي في زمن الصراعات بما يمتلكه الأكاديميون من قدرة على التحليل العميق وعلى بناء وعي وطني مستنير ، وإنتاج المعرفة الوطنية.
وعدّد عكروت جملة من الإسهامات المفترضة للأكاديميين في مسيرة التحرير وإعادة البناء، وفي مقدمتها المساهمة في بناء مؤسسات الدولة، وإنجاز العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، عبر تفعيل المهام الاستشارية والبحثية، وتطوير المناهج الأكاديمية، وتصميم برامج تدريب وتأهيل في مختلف المجالات.
وقد شهدت الندوة نقاشات معمّقة أكدت جميعها أهمية المقاومة في حماية الخيارات الوطنية للشعب، وشدّدت في الوقت ذاته على ضرورة تجسيد البعد الثوري في الأدوار الأكاديمية والسياسية، وتأسيس أنماط عمل مقاوم تُعيد اليمن إلى مسار استعادة الدولة على أسس متوافق عليها وطنياً ودولياً.
واختُتمت الندوة بعدد من الإجراءات، أبرزها تشكيل فرق عمل مشتركة لتأطير الفعل الأكاديمي والسياسي بما يتسق مع متطلبات وموجبات استنهاض الفعل المقاوم.