صدى الواقع اليمني – كتب: علي الروحاني






مأرب، المحافظة التي كانت وما زالت تمثل النواة الصلبة للشرعية اليمنية، والحصن المنيع الذي تحطمت عند أسواره أحلام المشروع الانقلابي الذي قادته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. لم تكن مأرب مجرد موقع جغرافي أو رقم في معادلة الحرب، بل أصبحت نموذجًا مصغرًا للحكومة الشرعية، ومثالًا على الصمود والإدارة والاستقرار في خضم الفوضى التي زرعها الانقلابيون.

لقد أثبتت مأرب أنها ليست مجرد مدينة محاصرة بالحرب، بل مدينة صنعت من رماد المعاناة جسورًا للنجاح والبناء، حيث واصلت المؤسسات الأمنية والعسكرية أداءها بمهنية، كما واصلت الأجهزة المدنية تقديم خدماتها رغم كل التحديات. وفي الوقت الذي تستهدف فيه الميليشيات مؤسسات الدولة وتحاول تقويض ما تبقى من النظام الجمهوري، تظل مأرب عنوانًا للصمود، وقلعة من قلاع الدولة التي يجب الحفاظ عليها.

ومن هذا المنطلق، فإن الواجب الوطني يُحتم على كل أبناء الشرعية، من ناشطين ومثقفين وقيادات سياسية، دعم هذه المحافظة والدفاع عنها، كلٌّ من موقعه، وبما يمتلكه من أدوات. فمأرب ليست مجرد أرض، بل رمزٌ للمشروع الوطني، ومرآةٌ تعكس إرادة اليمنيين في استعادة دولتهم.

كما يجب الإشادة بكل النجاحات التي تحققت في مأرب، وبكل الجهود الحكومية التي بذلت للحفاظ على الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات، رغم ظروف الحرب والحصار. إن الدفاع عن مأرب اليوم هو دفاع عن مشروع الدولة اليمنية الحديثة، وعن حلم اليمنيين في الحرية والديمقراطية.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد