Bykhalill500

أغسطس 6, 2025

كلمة اللواء خالد خليل في فعالية تأبين الشهيد القائد حجري وإشهار المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية- (نص الكلمة كاملة)

صدى الواقع اليمني- متابعة خاصة

في فعالية تأبينية مهيبة شهدتها، مديرية الخوخة – العاصمة المؤقتة لمحافظة الحديدة – صباح الثلاثاء، بمناسبة أربعينية الشهيد القائد عبدالرحمن شوعي حجري، ألقى اللواء الركن خالد عبدالله خليل، مؤسس وقائد الحراك التهامي، ورئيس المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية، كلمة هامة وشاملة.

الكلمة جسدت معاني الوفاء للقائد الشهيد، وربطت بين درب النضال والتأسيس المؤسسي، مؤكدة أن دماء حجري لن تذهب هدرًا، وأن إشهار المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية في هذا اليوم لم يكن مجرد إعلان تنظيمي، بل خطوة تاريخية تُجسد إرادة أبناء تهامة في التحرر واستعادة حقوقهم، ولبنة جديدة في مشروع النضال السلمي الذي يستمد شرعيته من وجع الأرض ودماء الشهداء وصوت الناس.

وفيما يلي نص الكلمة الكامل:

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
صدق الله العظيم..

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الإخ الدكتور الحسن طاهر محافظ محافظة الحديدة،
الإخوة الضيوف الكرام من أعضاء مجلس النواب والقضاة والمشايخ وأعيان تهامة، وقيادة الألوية التهامية وقوات العمالقة الجنوبية، ومدراء عموم المكاتب التنفيذية ومدراء المديريات،
الإخوة والأخوات، أبناء تهامة الأحرار،
الحضور الكرام،

أحييكم بتحية الإسلام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأحييكم بتحية تهامة، تحية العزة والكرامة والتضحية،
وأقول لكم: حللتم أهلًا وسهلًا في أرض تهامة.

نلتقي اليوم وقلوبنا تئن بالحزن، ودموعنا لا تزال ساخنة على فراق رجل من أعظم رجال تهامة، الشهيد القائد عبدالرحمن حجري… ذاك الأسد والجبل التهامي الشامخ، الذي سكن قلوبنا بمواقفه وشموخه وصبره ونبله وثباته على القضية.
نعم… رحل الشهيد القائد عبدالرحمن حجري، لكن روحه لم ترحل، فصوته ما زال يجلجل صداه في أعماقنا ويهدر فينا:
“تهامة ليست للبيع، ودماء رجالها لا تُساوَم، والكرامة لا تُهدى، بل تُنتزع انتزاعًا!”

أيها الحضور الكرام،
نقف اليوم لنرثي بقلوب دامعة فارسًا من فرسان تهامة والوطن، ونقف كذلك لنوقد شعلة جديدة في طريق كفاحنا، وعلى ذات الدرب الذي سار عليه الفقيد الراحل… ونعلن لكم من هذا المقام، ومن على هذه الأرض التي سقاها الشهداء بدمائهم، إشهار المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية كخطوة حتمية نحو استكمال البناء المؤسسي الذي دعا إليه الشهيد القائد، وترسيخ النضال السلمي، وترجمة أهداف الحراك إلى مواقف وقرارات واستراتيجيات واضحة.

لقد ارتكبت مليشيات الحوثي العميلة لإيران الجرائم والانتهاكات الممنهجة بحق أبناء تهامة، كما شملت هذه الجرائم التهجير القسري، والاعتداءات على النساء والأطفال، ونهب الممتلكات والأراضي بالقوة، واقتحام القرى مما أدى إلى سقوط الجرحى ونزوح الأهالي قسرًا.
كما ارتكبت المليشيات الحوثية إعدامات جماعية لأبناء تهامة بقضايا ملفقة بعد محاكمات صورية، وتأتي هذه الجرائم والانتهاكات في سلسلة كاملة لنشر الرعب وتغيير التركيبة السكانية والمجتمعية، واستغلال المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا لمصلحة المشروع الحوثي الإيراني.

وإن اتفاقية ستوكهولم المشؤومة كانت شماعة لإنقاذ المليشيات الحوثية، بعد أن كانت المقاومة التهامية على مشارف مدينة الحديدة.

لقد وقف أبناء تهامة الأحرار بقيادة الحراك التهامي، وتشكلت مقاومتهم للوقوف صفًا واحدًا، ومعهم كل وطني حر، لدحر المليشيات الحوثية العميلة لإيران.
شارك أبناء تهامة في تحرير تهامة، وساندتهم قوات العمالقة الجنوبية والمقاومة الوطنية، يدًا بيد، وكل هذه الإمكانيات والجهود لم تكن لتقوم لولا الدعم السخي الأخوي من قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين نكن لهم كل آيات الشكر والامتنان.

إننا في هذا اليوم الذي نجمع فيه بين الوفاء والتأسيس، نؤكد أن دماء الشهيد حجري ورفاقه الأبطال لن تذهب هدرًا، بل ستكون منارة نهتدي بها، ومنهاجًا نسير عليه بثقة نحو انتزاع حقوقنا، وترجمة تطلعات أبناء تهامة في الحرية والكرامة والمستقبل الأفضل والمزدهر بإذن الله.

لقد كان قائدنا الراحل جبلًا من جبال تهامة، لم يخضع، ولم يتنازل، ولم يهادن، ولم يتراجع أبدًا عن كل موقف آمن به.
كان يمشي ورأسه مرفوعًا، وصوته يهزّ الأرض:
“تهامة لن تنكسر… ودم أبنائها لن يذهب هدرًا”

يا أهلنا ويا ناسنا في تهامة الأبية وفي الوطن العزيز،
ونحن نودّع اليوم الشهيد القائد عبدالرحمن حجري، نرفع راية جديدة:
راية العمل السياسي المنظَّم، راية إشهار المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية.

ليس كلامًا فارغًا، ولا استعراضًا زائفًا، بل هو توجه محدد، وخطوة مرسومة من وجعنا، ودمائنا، وتضحياتنا، وسنين القهر والخذلان، وتعبير عن تطلعات كل التهاميين للعبور نحو واقع أفضل، ونيل كافة حقوقهم المشروعة.

إن المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية ما هو إلا صوتكم، ولسانكم، ودرعكم، وسيفكم لانتزاع حقوقكم.

أيها الحضور الكريم،
إشهار المكتب السياسي ليس مجرد إعلان تنظيمي، بل هو تجسيد لإرادة جماعية ونهج مؤسسي نابع من معاناة الناس، من آلام الأرض، من صرخات الأمهات، من دموع الأيتام، من جراحات المظلومين في تهامة.

هو هيكل يُعبّر عن تطلعاتنا، صوت يمثل شعبنا، لسان سياسي لقضيتنا، موقف يخاطب الداخل والخارج بلغة العقل والحق والسيادة.

وسيمضي الحراك التهامي بإذن الله بقيادة صادقة، وبأذرع جماهيرية تمتد في كل مديريات تهامة، وبأدوات سياسية وإعلامية وقانونية تُعبّر عن صوتنا بكل احترام وقوة، وإيصاله إلى كل مكان.

إن ما نطالب به دوما في تهامة هو:

العدالة

الإنسانية

الحق في المشاركة في السلطة والثروة

والمواطنة المتساوية

وأن يدير أبناء تهامة شؤون أنفسهم بأنفسهم، بعيدًا عن أي وصاية أو إقصاء أو تهميش.

ولن يكون مكتبنا السياسي أداة للتزيين أو المجاملة، بل سيكون صوتًا للناس، ومرآةً لهم، وسيفًا في وجه الظلم، ودرعًا في وجه كل من يحاول النيل من تهامة وأهلها.

رحم الله شهيدنا القائد عبدالرحمن حجري، وألحقنا به ونحن على دربه صادقين ثابتين مخلصين.

وفي الختام، رسالتي إلى المجتمع اليمني والدولي:
تهامة قنبلة مؤقتة إن لم يُعطَ أبناؤها الحق في إدارة شؤونهم واستغلال مواردهم لما يعود بالخير عليهم، فالخطر سيزداد في المنطقة والبحر الأحمر.
وإن مسؤولية الأمن وسلامة الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر والجزر، هي مسؤولية أبناء المنطقة، الأدرى بشؤونها، والمعنيون بدرجة أساسية بالنهوض بهذا الواجب.

ونؤكد: لا استقرار في هذه المنطقة إلا بتحرير تهامة من الاحتلال الحوثي، وبتمكين أبنائها من إدارة شؤون منطقتهم.

أيها الحضور الكريم، وختامًا:
نسأل المولى:
الرحمة للشهداء،
الحرية للأسرى،
الشفاء للجرحى،
الكرامة لتهامة،
والنصر لقضيتنا العادلة.

رحم الله القائد البطل عبدالرحمن حجري وكل رفاقه الميامين،
عاشت تهامة حرّة أبيّة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

اللواء الركن / خالد عبدالله خليل
قائد الحراك التهامي – رئيس المكتب السياسي للحراك والمقاومة التهامية

🔗 رابط مختصر:

اترك رد