صدى الواقع اليمني – خليل السفياني
أثار المدير العام التنفيذي لشركة الغاز بمحافظة مأرب، محسن وهيط، موجة واسعة من السخرية والانتقادات اللاذعة، بعد إعلانه خفض مبلغ 100 ريال فقط من قيمة أسطوانة الغاز المنزلي، مبررًا ذلك بتحسن سعر العملة المحلية.
الخطوة التي وصفها ناشطون بأنها “استفزاز لمشاعر اليمنيين” جاءت في وقت تباع فيه أسطوانة الغاز في مدينة تعز بسعر يصل إلى 11 ألف ريال من المحطة، فيما تصل للمستهلك النهائي بواقع 13 ألف ريال، وبفارق كبير عن السعر الرسمي. والأمر لا يتوقف عند ذلك، إذ تُباع الأسطوانات أحيانًا بوزن ناقص، حيث لا يتجاوز الغاز بداخلها 22 أو 23 كيلو بدلًا من الوزن المفترض البالغ 25 كيلو.
اوعلق لكاتب جميل الشجاع ساخرًا: “هل يعلم وهيط أن خفض 100 ريال لا يساوي شيئًا أمام الواقع المعيشي؟ وأين يعيش هذا الرجل؟” مضيفًا أن المدير التنفيذي لشركة الغاز “لا يفقه شيئًا عن معنى المسؤولية، ولا عجب طالما أنه في كنف إمارة مأرب الإخوانية”.
من جانبها، سخرت الناشطة نوال نعمان عبر صفحتها في فيسبوك بالقول: “سيقول لكم إخوان موزة إنهم خارج السلطة ولا علاقة لهم بالغاز والنفط، احمدوا الله أن إخوان الشيطان خفّضوا لكم الليلة مائة ريال من سعر الأسطوانة التي تباع بـ 12,500 ريال، وخبر زلج!”.
ووجّه الناشطون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة، مطالبين بإقالة وهيط و”إيقاظه من الغفلة التي يعيشها في غياهب جب الفساد”، مؤكدين أن تصريحاته وقراراته لا تلامس الواقع ولا تخفف من معاناة المواطنين. كما وصفوا قراره بخفض 100 ريال بأنه “وقاحة واستفزاز”، مطالبين بتشكيل لجان محايدة للتحقيق في إيرادات شركة الغاز، وكشف مصيرها، خاصة في ظل عدم توريدها إلى البنك المركزي في عدن، حسب قولهم.
وجاءت هذه الموجة من الانتقادات بعد تعميم رسمي أصدره وهيط، دعا فيه مالكي محطات الغاز المركزية إلى الالتزام بالأجور والأسعار الجديدة، محذرًا من إيقاف تموين المخالفين.
غير أن ناشطين اتهموه بالعمل لصالح المحتكرين، والتغطية على الفارق الكبير بين السعر الرسمي وسعر السوق، متجاهلًا مطالب خفض الأسعار بما يتناسب مع تحسن سعر الصرف، ومع تفاقم معاناة المواطنين من الغلاء والغش في الوزن.
كما استنكر اقتصاديون السياسة التي يتبعها المدير التنفيذي، معتبرين أن توقيت نشر هذا التعميم عبر وسائل الإعلام، في وقت يرزح فيه المواطن تحت ضغوط معيشية خانقة، يعكس استهتارًا واضحًا بمعاناة الناس، ويؤكد أن كل من يعبث بقوت المواطن هو الخصم الحقيقي له وللوطن.