صدى الواقع اليمني- كتب/ أحمد حوذان


تعالو نتحدث اليوم عن أعظم اسطورة إيمانية تشبعت بالايمان والعلم وشربت حتى رتوت فلم يهزها تتار المليشيات وتهديداتهم لهذه الاسطورة بالقتل.

في مشهد يجسد عظمة الإيمان والثبات، ضرب الشيخ السبعيني صالح أحمد حنتوس أروع الأمثلة في الصمود والتضحية، ليتحول إلى أسطورة حية في مواجهة قمعٍ مذهبيٍّ لا يختلف كثيرًا عن صفحات مظلمة من تاريخ الظلم والاضطهاد.

لم يكن الشيخ حنتوس يعيش في عهد بني العباس أو الأموية أو الرسولية، بل في زمننا هذا، حيث واجه تحديات تذكّر بمحنة النبي محمد وأصحابه الكرام.

شجاعة في زمننا المعاصر وليس في عهد الصحابة

لقد تعرّض النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه لألوان شتى من الإرهاب والقمع، من بلال بن رباح وخباب بن الأرت وعمار بن ياسر ومصعب بن عمير، إلى الصحابي عباد بن بشر الأنصاري البدري وخبيب بن عدي.

وجد الشيخ حنتوس نفسه أمام خيارٍ قاسٍ: بين الموت وتدمير بيته ومفارقة زوجته وأقاربه، أو ترك تعليم القرآن والسنة النبوية واتباع “ملازم السيد حسين”.

لكن قوة الإيمان التي في قلب الشيخ حنتوس جعلته يرفض كل المغريات وكل ملذات الدنيا. لم يخف الموت وهو في عقر داره يهددونه بالقتل ويساومونه، لعله يقول سمعًا وطاعة، لعله فقط يوافق على الذهاب معهم.

لقد كانت شجاعته كشجاعة أصحاب النبي، تشبّع، بل وصل إلى مرحلة التشبع من الإيمان والزهد، فلا مساومة مع هؤلاء.

نعم لقد ارتوى الشيخ حنتوس من القرآن الكريم والسنة المحمدية، وتشبع من كتب السنن التي تجمع أحاديث الأحكام المرفوعة مرتبة على أبواب الفقه،
و السنن الأربعة: سنن أبي داود، سنن الترمذي (الجامع)، سنن النسائي (المجتبى)، وسنن ابن ماجة القزويني.

السنن الأخرى: سنن سعيد بن منصور، سنن الدارمي، وسنن البيهقي.

المسانيد: مسند أحمد بن حنبل (أعظمها وأجمعها)، ومسانيد أبي بكر الحميدي، وأبي داود الطيالسي، وأسد بن موسى، ومسدد بن مسرهد، ونعيم بن حماد، وعبيد الله بن موسى، وأبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد بن حميد.

الصحاح: صحيح الإمام البخاري (أصح كتاب حديث في الدنيا)، صحيح الإمام مسلم النيسابوري، صحيح ابن خزيمة، وصحيح الإمام ابن حبان.

المعاجم: المعجم الكبير، المعجم الأوسط، والمعجم الصغير للطبراني، ومعاجم الصحابة لابن لال الهمداني وأبي يعلى الموصلي وأبي القاسم البغوي.

المصنفات: مصنفات أبي بكر بن أبي شيبة الكوفي، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وبقي بن مخلد القرطبي، ووكيع بن الجراح الكوفي، وحماد بن سلمة البصري.

الموطآت: موطأ الإمام مالك بن أنس (أشهرها)، وموطأ ابن أبي ذئب، وموطأ عبد الله بن محمد المروزي.

ولم يتوقف علمه عند هذه الكتب، بل كان ملمًا بالأحاديث الزائدة عليها، من مسانيد الطيالسي، والحميدي، والعدني، ومسدد، وابن منيع، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، كما في كتاب “المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية”.

وأضاف إليها الحافظ البوصيري مسند إسحاق بن راهويه ومسند أبي يعلى في كتابه “إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة”.

ثبات راسخ أمام تتار العصر

إن ثبات هذا الرجل أمام طغاة هذا العصر يدل على إيمان راسخ متجذر أمام تتار المليشيات الحوثية الإرهابية، بعد أن خيروه بين الحياة والموت، وبين “ملازم حسين الحوثي” والقرآن.

ولذا، لا تزايدوا علينا، ولا أحد يحاول أن يدعي بانتماء الشيخ حنتوس إلى فصيلة محددة. الشيخ حنتوس ينتمي إلى المدرسة المحمدية، مدرسة صحابة رسول الله، مدرسة عمار بن ياسر وخباب بن الأرت.

الشيخ حنتوس بقي في قريته يعلم القرآن والسنن الأربعة والمسانيد وغيرها. هو لا ينتمي للحزبية العفنة، بل ينتمي إلى مدرسة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومدرسة الشافعي، ومدرسة محمد بن عبد الوهاب مجدد السنة النبوية.

🔗 رابط مختصر:

اترك رد