صدى الواقع اليمني – كتب: محمد محمد السفياني – محرر الشؤون السياسية في صدى الواقع اليمني

كان أول طريق افتُتح هو طريق قعطبة، هو طريق الوحدة في عام 1982م، على يد الدكتور عبد الكريم الإرياني، ثم تم سفلتة وتوسيع طريق الحديدة ـ جيزان، وكل الطرق والمنافذ مع سلطنة عمان في عهد حكم المؤتمر الشعبي العام. بل إن معظم الجامعات والأكاديميات والمعاهد والمدارس بُنيت في ظل حكم المؤتمر الشعبي العام، فكل هذه الإنجازات التنموية بُنيت أو تطوّرت في عهد حكم المؤتمر الشعبي العام.

فلماذا تُنكر القوى السياسية ذلك؟ أليس رؤساء اليمن جميعًا قد ظُلموا؟ ألم يتم إخراج الرئيس السلال، وحكم بعده الرئيس الإرياني؟ ألم يُخرج الإرياني وحلَّ محله الرئيس إبراهيم الحمدي؟ ألم يُغتل الرئيس الحمدي وحلّ محله الغشمي؟ ألم يُغتل الرئيس سالم ربيع علي والغشمي؟ فانتُخب علي عبد الله صالح من مجلس الشعب، وكان يَرأس مجلس الشعب آنذاك، وانتُخب عبد الفتاح رئيسًا. أليس لقاء الكويت بين عبد الفتاح وصالح هو الأساس في تشكيل نظام دولة الوحدة اليمنية؟

كم أعجبني ما قاله ذات يوم الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري، الأستاذ عبد الملك المخلافي، في لقاء مع قناة الجزيرة، عندما حاول أحد السياسيين الخليجيين التَّطاول على الحكم في اليمن، قال الأستاذ عبد الملك المخلافي: “أنا رئيسي علي عبد الله صالح، منتخبًا، ولم يأتِ عبر الدبابة أو الحكم الوراثي”.

ومن أجل إيضاح كيف حكم المؤتمر الشعبي العام… يعلم الجميع أن وزارة المالية من عند الأستاذ المناضل علوي السلامي، ومعظمهم من الناصريين؛ الأستاذ حسن العديني رئيس تحرير صحيفة “الوحدوي” الناصرية كان مدير عام المالية بمحافظة صنعاء، ثم وكيلاً لوزارة المالية. جميل العريقي، وجازم عبد الواحد، وصالح شعبان الذي كان ناصريًا خريج ليبيا. أليس الدكتور رشاد العليمي، والدكتور يحيى الشعيبي، والأستاذ نبيل شمسان كانوا من الناصريين؟ ألم يكن الدكتور عبد القدوس المضواحي، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، مدير مستشفى الثورة بعد عودته في 1986 إلى اليمن؟

ألم تكن كل من وزارة الصحة، والمالية، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، والخدمة المدنية، مقسَّمة بين الناصريين والاشتراكيين؟ طبعًا، منذ الثمانينات، وليس بعد الوحدة فقط.

أما الإخوان، فكان نصيبهم كبيرًا في حكم المؤتمر؛ من الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وعبد الوهاب الآنسي، والزنداني، وكان معهم الأمن الوطني، والأمن، وكلية الطيران، ووزارة التربية والتعليم، علمًا بأن المعاهد العلمية أُنشئت في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي ومحمد خميس الذي كان يتلذذ في سجن الناس، وتعيَّن أيام الرئيس إبراهيم الحمدي.

ألم يكن اليدومي، وعبد القادر قحطان، وعبد الولي الشميري، وأحمد الآنسي، ومحسن الآنسي من قادة الأمن؟ أما البعث، فكان موجودًا من عند الشيخ مجاهد أبو شوارب، والدكتور عبد الوهاب محمود، كان سفيرًا ثم وزيرًا للكهرباء من الثمانينات، ثم نائب رئيس مجلس النواب.

كل هذا ولم يقم المؤتمر بأي سياسة إقصائية، حتى في ظل حصوله على غالبية كاسحة، لم يتم ممارسة الإقصاء؛ لأنه لا يؤمن بالإيديولوجيات الطوعية التي تقود الناس كجثامين حسب ما تريد هذه الأحزاب، سواء كانت يسارية أو دينية أو قومية، بل اعتمد المؤتمر الشعبي العام على ميثاق أساسه الحرية والعدل.

قد يقول أحدهم: والهاشميون؟ أقول: كانوا موجودين وزراء، مثل يحيى المتوكل، وإسماعيل الوزير، وموجودين في قيادة المؤتمر بمنصب رئيس الهيئة الرقابية، مثل أحمد العماد، ويحيى الشامي. وفي سلك القضاء، أبرزهم القاضي أحمد الشامي، الذي كان رئيس حزب الحق ووزير الأوقاف، وموجودين في الأمن والبرلمان، مثل عبد الملك الوزير، والشريف الضمين، ويحيى بدر الدين الحوثي، والكبسي.

وبغض النظر عن الاختلافات، فالمهم أن المؤتمر الشعبي العام كان هو باني هذه الإنجازات، ومحقّق التنمية، وهو من استخرج النفط والثروات والمطارات التي دُمِّرت بغارات طائرات التحالف في الحرب الأخيرة، ومن غارات العدوان الإسرائيلي.

وإنصافًا للحق، فإن مؤسس التنمية الإنسانية، والديمقراطية، والتعددية السياسية في اليمن هو المؤتمر الشعبي العام وشركاؤه. ولذلك استُهدف المؤتمر بقسوة وظلم وإقصاء لم يشهد له التاريخ مثيلًا، واستُهدفت قيادته، ومنازل القيادات المؤتمرية.

فمن هو الرئيس المظلوم؟ والحزب المظلوم؟ ومن هو أكثر حزب قدَّم للوطن؟… ربما أعضاء المؤتمر الشعبي العام يكرهون الشكوى الذليلة والبكاء والضراعة، لكن عليهم أن يبينوا ويوضحوا للشعب حجم مظلمتهم على امتداد اليمن.

حتى طيران التحالف كرّس غاراته لتدمير المؤتمر والمؤتمرين، بل عمد شركاء المؤتمر في الداخل منذ 2011م على استهداف المؤتمر الشعبي العام، ومع هذا ظل المؤتمر حاملًا لعلم اليمن، وداعيًا إلى الوحدة الوطنية، والتمسك بمبادئ ثورة سبتمبر وأكتوبر والوحدة، ويدعو إلى التمسك بالدستور والقوانين، وإلى رفع الظلم عن كاهل الشعب، وإيقاف سلسلة المجاعة التي تمر بها اليمن.

ولا داعي لتزييف الوعي الجمعي للشباب، والتنكر، والتدمير الممنهج لمكاسب الشعب ومنجزاته، ولتضحيات من يحملون ويجسّدون مبدأ الولاء الوطني… فهل من مُدَّكر؟

🔗 رابط مختصر:

اترك رد