صدى الواقع اليمني – كتب : محمد محمد السفياني – محرر الشؤون السياسية في صدى الواقع اليمني

حرب إسرائيل وعدوانها على إيران لازالت تصريحات الطرفين في خربطة، و”الخربطة” في اللغة العربية هي اضطراب الكلام وتداخله، و”اللواك” في اللهجة التعزية هي العرز والعناد المخالف للحقيقة، لكن اللواك هو حيوان أندونيسي يشبه القط يتغذى على الأناناس والتفاح والفواكه والبن، وجهازه الهضمي يعالج ذلك ثم يستخدم فضلاته قهوة اللواك أو الكوبي أو الزباد. وبما أن الدولتين تدعيان القداسة على البشرية، فهما أشبه باللواك، مع أن قهوة اللواك هي أغلى قهوة في العالم، وحربهما ماذا نجني منها غير اللواك باللهجة اليمنية؟

بل إن وزير الدولة الأول في هولندا، مارك روته، وصف إسرائيل وإيران بالطفلين، وشبه ترامب بالأب، وقال: “عندما يتعارك الطفلان في ساحة المدرسة يستخدم الأب العصا”. فهل حربهما كعراك طفلين في مدرسة؟

وبالعودة إلى صراع الدولتين الإعلامي والآثار التي نتجت عنهما من أضرار بالمنطقة، ففي الثمانينات تخلت إيران عن بيروت، لماذا؟ وارتكبت إسرائيل الجرائم، واليمن شاركت بعدد من أفراد الجيش المتطوع دفاعاً عن بيروت في عدوان أمريكا على العراق، وكانتا الدولتان إيران وإسرائيل في الخندق الأمريكي ضد العراق.

وفي حرب حزب الله اللبناني مع إسرائيل عام 2006م، انتصر حزب الله، وكان الموقف اليمني واضحاً بدعم حزب الله ضد إسرائيل، وأسهمت اليمن في إعادة البناء في الضاحية الجنوبية. حينها حضرت إيران للاحتفال بالنصر، وكتبت على لوحات شوارع بيروت عبارات فارسية (“خوش آمدید”) أهلاً وسهلاً بزيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.

هذه الحرب الأخيرة، في 31 يوليو 2024م، تم اغتيال رئيس حماس في إطار الضيافة والقصر الرئاسي الإيراني، ثم قامت إسرائيل بعملية اغتيال جماعي لقيادات من حزب الله عبر تفجير أجهزة البيجرات اللاسلكية خلال الفترة 17/18 سبتمبر 2024م، وأصيب بهذا السفير الإيراني أيضاً.

وفي 27 سبتمبر استخدمت إسرائيل الطيران لاستهداف أطنان من القنابل لاغتيال السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله وعدد من قيادة الصف الأول. لم تقم إيران بأي رد يذكر، فدمرت إسرائيل لبنان وقصف الطيران الإسرائيلي سوريا والعراق، واليمن لم تقف، ولم يحضر الإيرانيون.

والآن، عندما صارت الحرب بين إيران وإسرائيل، ورغم سيطرة طيران العدوان الإسرائيلي على أجواء إيران واغتيال قيادات الصف الأول من الجيش والحرس الثوري الإيراني والعلماء، ظهرت إيران تحتفل بالنصر، ونتنياهو وترامب يتوعدان. فهل صحيح وصف مارك روته بأن حرب إسرائيل وإيران عراك طفلين؟

ما استدعاني للكتابة تصريح مصر الرافض لعسكرة البحر الأحمر، خاصة وأن أمريكا تريد أن تعمل قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، وتركيا تلعب دوراً آخر في الصومال مع إثيوبيا والصين، فيما إيران صامتة عن هذه الحشود الهادفة إلى إعادة رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط.

بل إن هذا سيؤدي إلى رفع زيادة أقساط التأمين على السفن العابرة في البحر الأحمر، وهناك اتفاقية بين هيئة التجارة البحرية وشركات التأمين البحري بأن هذه الزيادة في أقساط التأمين على السفن وعلى البضائع ستكون من نصيب الجيش الأمريكي مقابل الأمن البحري في المنطقة، وستكون هناك رسوم تجارية على كل السفن في بحار العالم، وسوف تذهب لصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

فسّياسة ترامب وبرنامجه نصت على تجنيب التجار الأمريكيين أي رسوم، بل وعد بأنه سيعمل على تخفيض الرسوم الحالية على التجار الأمريكيين، وهذا أسلوب من أجل حماية التاجر الأمريكي وإضعاف قدرة الصين على المنافسة من خلال رفع الرسوم التأمينية على السلع العابرة في البحر.

لذا فإن منطقة الشرق الأوسط في خطر، وأن مصر دولة تقوم بجهود كبيرة في مواجهة التحديات المحيطة بها بشكل خاص والعرب عامة، وأن الخطر يهدد دول الخليج واليمن.

وهناك اتفاقيات، وبريطانيا تلعب دور الوسيط الخفي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فيما يظهر ماكرون على أنه وسيط بين الأطراف، وفي الحقيقة فرنسا تعيش في خربطة لأنها هي المسؤولة عن أمن البحر الأحمر، فيما ستذهب الأموال الخاصة بالأمن البحري لأمريكا وبريطانيا، مما اضطر ماكرون يوم أمس أن يجري اتصالاً بالرئيس بوتين بعد قطيعة اتصال دامت ثلاث سنوات ناقشا خلاله قضيتي إيران وأوكرانيا.

هناك صراع لتقاسم البحار والثروات والأسواق… فهل من مُذكر؟

🔗 رابط مختصر:

اترك رد