صدى الواقع اليمني – كتب: محمد محمد السفياني
المرحلة الثانية من خطة سلام غزة ليست في مصلحة نتنياهو وبين الفقفقة الحماسية والصمت الإسرائيلي، يحاول نتنياهو المناورة لإيجاد منفذ يعيده إلى مربع الحرب وإلغاء المرحلة الأولى، رغم إجماع الأطراف على ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية. هذه المرحلة محورية وتحمل بنودًا ثقيلة تصب جميعها في صالح تمكين الدولة الفلسطينية، إذ تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج غزة، وإدارة مدنية–تكنوقراطية فلسطينية تشرف على غزة.
حماس في الأساس لم يعد لديها سلاح ثقيل بعد الدمار الذي أحدثته إسرائيل، وعليها الالتزام بتنفيذ بنود المرحلة الثانية. ولا يزال التوقيت محل نقاش: هل سيكون نهاية ديسمبر أم في يناير؟ لكن ترامب أعلن رغبته في الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل احتفالات أعياد الميلاد.
تتضمن المرحلة الثانية تشكيل مجلس السلم برئاسة ترامب، ويديره توني بلير، مع مستشاري ترامب كوشنير وويتكوف، فيما تُدار غزة من قبل حكومة فلسطينية وتنسحب إسرائيل إلى خارج القطاع. لذلك على حماس تجنّب أي تصرف قد يوظفه نتنياهو لصالحه لإعادة التصعيد.
وقد أصدرت سبع دول بيان إدانة لقرار نتنياهو فتح معبر رفح باتجاه واحد، باعتباره مخالفة لبنود المرحلة التي نصت على حرية خروج الفلسطينيين وعودتهم في الاتجاهين.
استخدمتُ كلمة الفقفقة للدلالة على الهدار والثرثرة أو الارتجاف، فهل تدرك حماس ما يحاول نتنياهو جرّها إليه بهدف تعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية؟
يا حماس، كوني جزءًا من الدولة الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني. لا تنعزلي ولا تتأثرّي؛ فقد جُرّبت الخيارات السابقة، ولم يكن لك سند حقيقي سوى الحاضنة العربية.

