صدى الواقع اليمني – خاص
أشعل مقطع فيديو متداول لشاب يمني يعبر فيه عن صعوبة الحياة اليومية في البلاد بطريقة عفوية ومرحة، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حصد مئات الآلاف من المشاهدات والتعليقات خلال ساعات، وتحوّل إلى “ترند” واسع في مختلف المنصات الرقمية داخل اليمن وخارجها.
الفيديو، الذي لا تتجاوز مدته دقيقتين، يصور الشاب وهو يتحدث بلهجة يمنية دارجة عن تفاصيل الحياة القاسية التي يعاني منها المواطن اليمني البسيط، بين غلاء المعيشة، وانقطاع الخدمات، وضيق الحال، لكنه يعرض ذلك بأسلوب ساخر وذكي، يجمع بين الضحك والدموع في آن واحد، مما جعله يلامس قلوب المشاهدين.
“احنا مش نعيش.. احنا نتمشى في جهنم!”.. بهذه العبارة افتتح الشاب حديثه، قبل أن يبدأ بسرد واقع الكهرباء المنعدمة، والماء المقطوع، والأسعار التي “تطير بلا أجنحة”، في صورة تلخص معاناة ملايين اليمنيين الذين وجدوا في كلماته مرآةً لحياتهم اليومية.
وأثنى ناشطون وصحفيون على طريقة الشاب في التعبير، مؤكدين أن السخرية السوداء أصبحت لسان حال اليمنيين في مواجهة واقعهم المؤلم، في ظل حرب مستمرة منذ قرابة عقد من الزمن، وانهيار شبه تام للخدمات الأساسية وغياب الدولة.
ويرى مراقبون أن الفيديو لم يكن مجرد “ترفيه ترند”، بل شكل صرخة ناعمة موجعة، أعادت تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن، وتحديداً جيل الشباب الذي يواجه انسداد الأفق، وانعدام الفرص، وانهيار الحلم.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه منصات التواصل على نشر الضحك الصناعي والترفيه المبتذل، خرج هذا الشاب اليمني من قلب المعاناة، ليقدم وجهاً آخر للكوميديا.. كوميديا تنزف من الواقع، وتضحكك لتبكيك.