صدى الواقع اليمني – إيران

صدى الواقع اليمني

شيَّعت إيران اليوم السبت ما يقارب 60 من قياداتها البارزة في مراسم جنازية رسمية ضمت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، الذين قتلوا خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.

اجتمع مئات الآلاف من المحتشدين في شوارع وسط طهران، لا سيما قرب ساحة الثورة (إنقلاب) والميدان المجاور لـ “آزادي”، وهم يرتدون السواد ويحملون الأعلام الإيرانية وصور الضحايا، في مشهد أظهر حجم الحزن الوطني  . بدأت التشييع الرسمي بحلول صباح اليوم، مع إغلاق الدوائر الحكومية لتيسير مشاركة الموظفين في الجنازة  .

الضحايا البارزون:

الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة، الذي قضى في 13 يونيو في ضربة جوية إسرائيلية  .

الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، وصاحب دور محوري في برنامج الصواريخ الباليستية، استُشهد هو والجنرال أمير علي هاجيزاده في بداية النزاع  .

إلى جانب هؤلاء، شيَّعت البلاد عشرات العلماء، ومن بينهم محمد مهدي طهرانشي، وعدد من كبار العلماء من بين القتلى  .


أجواء الحزن والتحدي:

شهد الجناز تجمعًا شعبيًا ضخما، حيث أثار بعض المشاركين هتافات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل، رافعين شعارات كتوجيه تحدٍّ للمواجهات القادمة  . سُمّي الحفل بـ”موكب شهداء العزة”، وعرض في وسط المدينة عدد من الصواريخ الباليستية، في رسالة رمزية تعكس الاستعداد للردوبينما غاب القائد الأعلى آية الله علي خامنئي عن الظهور العلني، إلا أنه بث رسالة صوتية ومعنوية مؤخرًا، حيا فيها صمود إيران ورفضها للضغوط الخارجية  .

الحضور الرسمي:

شارك في مراسم التشييع كلّ من رئيس الجمهورية مسعود بيزشكيان، ووزير الخارجية عباس عراقجي، وقائد قوة القدس الفريق إسماعيل قاآني، ومستشار خامنئي علي شمخاني، الذي ظهر واثق الخطى بعد تعافيه من إصابة سابقة  . وبهذا، كان التشييع الأكبر من نوعه منذ الحرب الإيرانية–العراقية في الثمانينيات، وشبه بنِسبة المشاركة بمواكب جنازة القائد الشهيد قاسم سليماني عام 2020  .

السياق والنتائج:

تجدر الإشارة إلى أن الحرب بدأت بـهجوم إسرائيلي واسع النطاق استهدف المنشآت النووية والعلماء العسكريين الإيرانيين في 13 يونيو، حيث أسفرت ضربة جوية مشتركة أميركية إسرائيلية عن مقتل كبار المسؤولين العسكريين والعلماء  . وردت إيران بشنّ أكثر من 550 صاروخًا باليستيًا على أهداف إسرائيلية، تم اعتراض معظمها، وأسفرت الاشتباكات حتى توقيع وقف إطلاق النار على خسائر تتجاوز ألفي قتيل – بينهم حوالي 600 قتيل إيراني، من بينهم 417 مدنياً بحسب الحكومة الإيرانية، وأكثر من 1,000 قُتلوا حسب جهات حقوقية  .

في كلمته خلال الجنازة، دعا وزير الخارجية عباس عراقجي الرئيس السابق ترامب إلى كفّ الخطابات الاستفزازية، محذّرًا من استمرار التصعيد. من جهته، لوّح ترامب بإمكانية شنّ ضربات جديدة في حال عاودت إيران نشاطها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما لاقى رد فعل قويًّا من المسؤولين الإيرانيين  .

🔗 رابط مختصر:

اترك رد