صدى الواقع اليمني – كتب : عزي التاج
أنا جندي في الجيش الوطني، أحمل السلاح دفاعًا عن أرضي مشروع شهيد ، لكنني أقاتل بمعركة أقسى في قلبي.
راتبي، خمسون ألف قعيطي، مجرد رقم يذوب أمام الغلاء الذي يخنق الأنفاس. الانهيار الاقتصادي يسرق مني كرامتي، وأزمة مياه الشرب تحول حياتي إلى عطشٍ لا ينتهي. أعيش تحت ضغط نفسي يمزقني، فلا أجد سوى اليأس يرافقني في كل خطوة.كنت أحلم ببيتٍ دافئ، لكن وصل بي الامر الى طريق مسدود
رميت يمين الطلاق على زوجتي بقرار ليس قراري لكنه حطّم عالمي، وتركني وحيدًا أمام أغلى ما أملك: ابنتاي، نجمتا سمائي وأملي الوحيد. لكنني أقف عاجزًا، أنا الأب، الذي لا يملك إلا دموع القهر وهو يرى عيونهما البريئة تبحث عن لقمةٍ كريمة أو شربة ماء نقية لا أستطيع توفيرها.
راتبي لا يكفي لإسكات جوعهما، فكيف لي أن أحمي حلمهما؟
رفعت صوتي، ناشدت المسؤولين في المقاومة الوطنية، كتبت رسائلي بدمع القلب، توسلت فرصة عمل، عدالة في الأجور، لكن صرختي ضاعت في صمتٍ مخيف. صيحتُ بالشرعية حتى جفّ حلقي، طالبًا توحيد أجورنا كباقي التشكيلات، لكن لا حياة لمن تنادي. اليوم، أجد نفسي أفكر بألمٍ لا يوصف في تسليم ابنتيّ لأسرةٍ أخرى، علّها تمنحهما الحياة الكريمة التي عجزت عنها يداي المكبّلتان بالعجز.
أنا لست مجرد رقم في قوائم الجيش، أنا أبٌ يتفتت قلبه كل ليلة وهو يرى بناته بلا مأوى دافئ أو أمل مضيء ينمن ليس من الراحة بل من فرط بكاء الجوع والعطش.
أحمل سلطات تعز مسؤولية هذا الظلم، وسأظل أصرخ بحقي وحق ابنتيّ حتى آخر نفس.
أنا إنسانٌ ينزف ألمًا، يبحث عن كرامةٍ في وطنٍ نسي أبناءه. أتوسل إلى من يقرأ كلماتي: ان يتفهم موقفي من هذا اليأس؟ انتهت الحلول كلها بالنسبة لي ولم يتبقى امامي سوى ان اموت بكرامتي
هل بقي في هذا العالم من يسمع صرخة أبٍ محطم القلب؟ لا اعتقد
الموت هو سبيلي للخلاص من كل هذه المعاناة من الان انا مشروع شهيد لكني لست بجبان ولا ضعيف لانهي حياتي بنفسي بل سيكون موتي ثورة في وجة الفساد والسلطة الفاسدة.
بعد ان اطمئن ان شامي ووتيني في ايدي امينه.