صدى الواقع اليمني – سوريا
تواصل الحرائق الهائلة اشتعالها لليوم الرابع على التوالي في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، مسببةً دماراً واسعاً طال نحو 10 آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، وسط تحذيرات رسمية من “كارثة بيئية حقيقية”.
وتشهد المنطقة موجات نزوح للأهالي، وسط قلق متزايد من وصول النيران إلى المحميات الطبيعية والمناطق السكنية، في ظل ظروف مناخية قاسية وجفاف غير مسبوق.
وقال وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، إن مئات الآلاف من الأشجار تحولت إلى رماد، موضحاً أن أكثر من 100 فريق إطفاء من سوريا والأردن وتركيا يشاركون في جهود الإخماد، إلى جانب 80 فريقاً من الدفاع المدني.
وأكد الصالح أن عمليات السيطرة مستمرة “بوتيرة عالية”، لكنها تحتاج إلى أيام لمراقبة الوضع والتأكد من إخماد النيران بشكل كامل.
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الدفاع السورية مشاركة سلاح الجو في العمليات، ونشرت صوراً لمروحيات وهي تلقي المياه على مواقع الحريق. وتعمل فرق الطوارئ حالياً على حماية محمية الفرنلق الطبيعية، التي تُعد من أكبر المحميات الغابية في سوريا.
وأشار الوزير إلى إصابة 8 عناصر من الدفاع المدني، دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين حتى اللحظة. كما تم إخلاء عدة قرى، في وقت تُعيق فيه مخلفات الحرب وصول فرق الإطفاء لبعض المناطق.
وأوضح الصالح أن الحكومة تدرس تعويض المتضررين، وستقوم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بزيارة ميدانية قريباً لتقييم الأوضاع، بينما أنشئت غرفة عمليات ميدانية مشتركة لتنسيق الدعم اللوجستي بالتعاون مع منظمات محلية.
وأكد الصالح أن العمل جارٍ مع جهات دولية لإعداد خطط لإعادة ترميم الغابات، قائلاً: “نشعر بالحزن على كل شجرة احترقت، فقد كانت مصدراً للهواء النقي”.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن النيران دمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والبنية التحتية، وأدت إلى نزوح مئات العائلات، مشيرة إلى بدء تقييمات عاجلة لتحديد أولويات الاستجابة الإنسانية.
ووصلت فرق من الدفاع المدني الأردني مزودة بمعدات متقدمة وست مروحيات إلى سوريا عبر معبر نصيب، فيما أرسلت تركيا 16 فريقاً للمساهمة في جهود الإطفاء.
وفي السياق ذاته، دعت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، إلى تقديم المزيد من الدعم الدولي، في حين أشار المنسق الأممي آدم عبد المولى إلى أن الوضع يتطلب تحركاً عاجلاً نظراً لتفاقم الأزمة.
وتأتي هذه الكارثة في ظل موجة جفاف شديدة، حيث سبق لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن حذرت من أن سوريا تمر بأسوأ ظروف مناخية منذ ستة عقود، مما يعرض أكثر من 16 مليون شخص لخطر انعدام الأمن الغذائي.
الكلمات المفتاحية:
اللاذقية، سوريا، حرائق الغابات، كارثة بيئية، موجات نزوح، الدفاع المدني، الجفاف، الأمم المتحدة، الفرنلق، حرائق سوريا 2025، سلاح الجو السوري، دعم دولي، الأمن الغذائي، الفاو، التغير المناخي.