صدى الواقع اليمني – كتب : أمين دبوان – كاتب صحفي
نعم، العظماء لا يموتون. إنها حقيقة تتجلى اليوم في رحيل قامة وطنية شامخة كفقيد الوطن الأديب والأستاذ القدير فؤاد الحميري. لم يكن موته نهاية، بل يبدو وكأنه ميلاد لعصر جديد من حياته، حياة خالدة في ذاكرة الأمة ووجدانها.
لقد تحولت كل الصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي والحسابات إلى عزاء مفتوح، تنعى وتبكي فؤاد الحميري. تتوالى صور ومقاطع وكلمات تفيض حباً ووفاءً لرجل كان نبض الوطن في أحاديثه وأشعاره وكتاباته.
كان حديثه عن الوطن والثوابت الوطنية والكرامة والثورة والمقاومة لا يهدأ. كلمات لم تكن مجرد أحاديث عابرة، بل كانت شعلة توقد في النفوس، ورسالة راسخة يفوح منها عطر الانتماء.
لقد ظهر لفؤاد الحميري محبون على غير العادة، تدفقت مشاعرهم الصادقة لتؤكد مكانة هذا الرجل الاستثنائي. كان مميزاً نادراً، صوتاً للحق ورمزاً للعزيمة، ترك بصمة لا تُمحى في قلوب من عرفوه ومن استمعوا إليه.
رحل جسداً، لكن روحه وفكره سيبقيان منارة تهدي الأجيال، وقصة كفاح تلهم كل من يؤمن بالوطن وكرامة الإنسان. وهكذا، يصبح موت العظماء بداية لحياة أبدية، تنتقل فيها قيمهم ومبادئهم من جيل إلى جيل.