صدى الواقع اليمني – كتب: ناصر العامري





في زمن تتداخل فيه الرموز مع الحقائق وتقاس فيه الوطنية أحيانا بالمظهر لا بالموقف تبرز تجربة اللواء رداد الهاشمي كحالة فريدة تستحق التأمل فالرجل الذي يواجه حملات تشكيك بسبب عدم ارتدائه الزي العسكري الرسمي يثبت يوما بعد يوم أن القيادة لا تصنع من القماش بل من العقيدة والثبات والصدق في الميدان

الزي العسكري هل هو معيار للولاء من السهل أن ينتقد القائد حين لا يرتدي الميري وكأن الزي وحده هو ما يمنح الشرعية أو يحدد الانتماء لكن الواقع اليمني بكل تعقيداته أثبت أن الرتب العسكرية والبدل الرسمية لم تكن كافية لصمود صنعاء أمام اجتياح المليشيات الحوثية فقد انهارت المنظومة العسكرية التقليدية في أيام واختفت البدل والرتب وبقيت النفوس الصادقة تقاتل في الميدان

اللواء رداد الهاشمي لم يغادر لم يبحث عن ملاذ آمن في تركيا أو غيرها بل بقي في الأرض يقاتل يصمد ويقود وهذا وحده يكفي ليمنحه شرعية أكبر من أي زي أو رتبة

الهجوم على الهاشمي مظهر أم موقف الحملات التي تشن عليه بسبب عدم ارتدائه الزي العسكري تبدو وكأنها محاولة لتقزيم دوره أو لتشويه صورته أمام الرأي العام لكن السؤال الأهم لو ارتدى الزي هل سيتوقف الهجوم الجواب غالبا لا لأن القضية ليست في المظهر بل في الموقف الذي يتخذه والثبات الذي يظهره وهو ما يزعج خصومه

حين يتحول الإيمان إلى فعل والوعي إلى قيادة تتغير معادلة القوة في الميدان اللافت في المشهد اليمني أن كثيرا من مشايخ العلم والدعوة أصبحوا قادة ميدانيين ونجحوا في ذلك حين توفرت لديهم العقيدة الصحيحة والرؤية الواضحة هذا التحول يكشف عن أزمة في مفهوم القيادة التقليدية ويؤكد أن القيادة ليست حكرا على خريجي الكليات الحربية بل هي لمن يحمل مشروعا ويؤمن به ويضحي من أجله

إن نجاح هؤلاء القادة يعكس أن العقيدة والإرادة تتفوق على التنظير والتلقين فالميدان لا يعترف بالشهادات بل بالثبات والنتائج

إعادة تعريف القيادة في اليمن تجربة اللواء رداد الهاشمي ومن قبله مشايخ وقادة ميدانيون تفرض علينا إعادة تعريف القيادة في السياق اليمني لم تعد القيادة مرتبطة بالرتبة أو الزي بل بالموقف بالقدرة على الصمود وبالاستعداد للتضحية

في زمن الانهيارات يبرز القادة الحقيقيون من بين الركام لا من بين الصفوف الرسمية والهاشمي واحد من هؤلاء شاء من شاء وأبى من أبى

وكونك لا تنتمي لحزب إلا لهذا الوطن ولا تؤمن بالحزبية المقيتة فسيحاربوك لأنك لا تخضع لولاءاتهم ولا تردد شعاراتهم أنت تنتمي لأرضك وتقاتل من أجلها وهذا ما يجعلهم يرون فيك تهديدا لمصالحهم لا بطلا وطنيا

🔗 رابط مختصر:

اترك رد