صدى الواقع اليمني – كتب: أيمن الطاهري
تمر اليوم الذكرى الثالثة والأربعون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام… مناسبة ليست للتذكر فحسب بل لتقييم الدور التاريخي والحاضر لهذا الحزب في مواجهة أعتى التحديات التي شهدها اليمن وعلى رأسها انقلاب الحوثي على الدولة ومشروع التوسع الإيراني الذي يهدد وحدة البلاد واستقرارها
منذ التأسيس عام 1982 رسم المؤتمر الشعبي العام لنفسه مساراً واضحاً حزب جمهوري متجذر في التاريخ اليمني جامع لكل اليمنيين ومتمسك بالوحدة الوطنية والديمقراطية… لم يكن المؤتمر مجرد حزب سياسي يسعى للنفوذ بل مؤسسة وطنية تضبط التوازن بين القوى المختلفة وتؤكد أن الجمهورية هي الخيار الوحيد لبقاء اليمن حراً
اليوم… وبعد 43 عاماً يقف المؤتمر أمام اختبار وجودي مواجهة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي سعت لفرض مشروع طائفي يخدم أهدافاً خارجية ويعيد اليمن إلى مربع الاقتتال والانقسام… منذ اللحظة الأولى للانقلاب كان المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب أحد أبرز القوى الرافضة للانقلاب مدافعاً عن مؤسسات الدولة ومستنهضاً للوعي الوطني ومشاركاً فاعلاً في كل المبادرات السياسية لمواجهة النفوذ الإيراني
الحفل الذي أقامه فرع المؤتمر الشعبي العام بمأرب اليوم لم يكن مجرد احتفال شكلي… كلمات الشيخ “محسن أحمد بن جلال” رئيس اللجنة التحضيرية ذكرت الجميع بأن “المؤتمر الشعبي العام كان وما يزال خط الدفاع الأول عن الجمهورية وحامي المشروع الوطني من كل مشروع طائفي أو خارجي يهدد وحدة اليمن”
أما الشيخ “عبشل الفتيني” عضو قيادة المؤتمر بمحافظة مأرب فقد شدد على أن “الحزب ليس مجرد منظمة سياسية بل مدرسة وطنية وصرح جمهوري قادر على مواجهة الانقلاب الحوثي بكل أشكاله والعمل على استعادة الدولة ومؤسساتها”
وألقت الأستاذة “فندة مساعد العماري” كلمة القطاع النسائي مؤكدة أن “المرأة في المؤتمر ليست عنصراً إضافياً بل شريك رئيس في كل المراحل الوطنية وصوت صادق في مواجهة الانقلاب الطائفي ورافعة للمشروع الجمهوري”
وفي كلمات ممثلي الأحزاب والمحافظات شدّد الدكتور “يحيى القانصي” والشيخ “سنان جرعون” على أن المؤتمر الشعبي العام يمثل العمود الفقري للعمل الوطني الجامع وأن الوحدة الوطنية ليست خياراً بل ضرورة لمواجهة التحديات الإقليمية والخطر الإيراني الذي يمثله المشروع الحوثي
كما نقل الشيخ “علي محمد الفاطمي” كلمة اللواء “سلطان بن علي العرادة” عضو مجلس القيادة الرئاسي الذي أكد أن “المؤتمر الشعبي العام هو جزء أساسي من مشروع استعادة الدولة وأن قوته التنظيمية وسياساته الحازمة ستكون دائماً حائط صد أمام الانقلاب الحوثي”
في التحليل السياسي يمكن القول إن المؤتمر الشعبي العام لم يكتفِ بدوره التقليدي في المعارضة أو الحكومة بل امتد دوره ليشمل التأثير الاجتماعي والفكري وحشد الوعي الوطني والحفاظ على مؤسسات الدولة وتوجيه المجتمع نحو مقاومة المشروع الإيراني الحوثي الذي يسعى لفرض هيمنة طائفية على اليمن
الذكرى الـ43 لهذا الحزب ليست مجرد مناسبة لإحياء التاريخ بل إعلان استمرارية الدور الوطني والتأكيد على أن الجمهورية والوحدة والديمقراطية ليست شعارات للاحتفال بها بل واجب يومي ومسؤولية تاريخية… المؤتمر الشعبي العام اليوم يثبت أن حضوره السياسي صامد وأن دوره في الدفاع عن الدولة والوحدة الوطنية لم يضعف بل أصبح أكثر وضوحاً في مواجهة التحديات الراهنة
ختاماً تحمل هذه الذكرى رسالة واضحة لكل اليمنيين المؤتمر الشعبي العام ليس مجرد حزب بل كيان وطني قادر على الصمود أمام الانقلاب الحوثي ومواجهة النفوذ الإيراني والعمل على استعادة الدولة وحماية الجمهورية… اليمنيون أمام مفترق طرق والمؤتمر الشعبي العام سيكون دائماً على الجبهة الوطنية حامياً للهوية الوطنية ومؤكداً أن المستقبل للجمهورية والوحدة وأن اليمن سيبقى وطناً واحداً حراً مهما تكالبت عليه التحديات
#مقال_رأي
بقلم الكاتب والصحفي أيمن صلاح الطاهري