صدى الواقع اليمني – كتب: محمد محمد السفياني
اليمن لن يكون كبش فداء لأحد، بل اليمن ملكٌ للشعب اليمني، وهو صاحب القرار. ظلت الأحزاب والجماعات الإسلامية بشقيها، وكذلك القومية، تتبادل الاتهامات ضد بعضها حتى جاء من يصنفها إرهابيين دوليين، ويكلّف نتنياهو بملاحقتهم. وحتى القوميون، حين أنبرى بشار الجعفري بكلمته في مجلس الأمن الدولي، اتّهم المعارضة بأنها جماعة إرهابية، وقال مخاطباً أعضاء المجلس إن المعارضة تريد قتل المسيحيين، وبدأ يتسوّل عطف المسيحيين ولو كان الطلب على حساب شعبه. وقد انقلبت الآية اليوم؛ فالشرع وجماعته حكّام لسوريا، والجعفري وجماعته مطاردون في الخارج، لأن الحسبة لم تكن صحيحة، بل قائمة على الكذب.
في اليمن، تم تسليم السلطة حقناً للدماء، رغم أن المعارضين هم من رفضوا الانتخابات وأشعلوا الفوضى المسلحة، وظلّوا يلاحقون كل موظف مستقل أو مؤتمري بأنه من بقايا النظام، واستمروا في كيل التهم والحبس والأذية، في ظل إعلام حاقد زوّر الحقائق وشوّه وعي الناس، وجعل من توافه الناس مشهورين. والآن انعكست الصورة أمام المجتمع الدولي والإقليمي. لقد ظلم الشعب اليمني، وفي مقدّمته المنتمون للمؤتمر الشعبي العام.
والآن على الجميع أن يحسبها جيداً، فالأفكار الضيقة — سواء المذهبية أو المناطقية أو السياسية ذات الإيديولوجيات الطوعية — ستظل تقود اليمن والشعب نحو الانفجار البركاني. أرجو أن يراجع الجميع الحساب، ويقدّموا اعتذاراً للشعب كما قدّم المؤتمر الشعبي العام اعتذاراً عن أي أخطاء رافقت فترة حكمه.
فهل تستطيع القوى السياسية والجماعات تقديم اعتراف عمّا لحق بالوطن والشعب خلال فترة حكمهم؟ أم أن جمرهم سينتهي إلى فحم ورماد؟ اليمن أغلى من أن تجعلوه كبش فداء لأشخاص أو لدول.
فهل من مُدَّكِر؟

