صدى الواقع اليمني – كتب : حسين الشدادي

في ظل تصاعد الخطاب التكفيري والعنف المنهجي، تواصل جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن تنفيذ حملاتها الدموية ضد العلماء وأئمة المساجد الذين يرفضون الانصياع لأيديولوجيتها المتطرفة. الصورة المرفقة، والتي تعكس خطاباً حوثياً يكفر من يخالفهم الرأي في مسائل مثل خلافة الصحابة أو تفسير القرآن، تُعد نموذجاً صارخاً لسياسة الإقصاء والعنف التي تنتهجها هذه الجماعة. هذا المقال يستعرض جرائم الحوثيين ضد العلماء، وأبعاد الخطاب التكفيري، وتداعياته على المجتمع اليمني.

وفقاً لتقارير حقوقية محلية ودولية، قامت جماعة الحوثي بإعدام أو اختطاف عشرات العلماء والأئمة منذ استيلائها على صنعاء عام 2014. من بين الضحايا: 
– الشيخ محمد عبد الله العمراني(أحد أبرز علماء السنة في اليمن)، الذي تعرض للتهديد المباشر قبل اختفائه القسري. 
– أئمة مساجد في تعز والحديدة، حيث تم تفجير مساجد واغتيال أئمتها لرفضهم تبني الخطاب الحوثي. 
تُنفذ هذه الجرائم تحت ذرائع “الخيانة” أو “التبعية لأعداء الأمة”، بينما الهدف الحقيقي هو إسكات الأصوات المعتدلة وإحكام السيطرة على المنابر الدينية.



 
الخطاب الوارد في الصورة يكشف عن: 
– تكفير من يخالف الحوثيين في تفسير الدين، مثل الاعتراف بخلافة أبي بكر وعمر أو عدم حصر تفسير القرآن في “آل البيت”. 
– تسويغ العنف عبر عبارات مثل “تم التخلص منه بأمر إلهي”، والتي تُستخدم لتبرير عمليات الاغتيال. 
هذا الخطاب لا يختلف عن ذاك الذي تتبناه جماعات متطرفة مثل داعش، حيث يتم تحويل الخلافات الفكرية إلى مبررات لإراقة الدماء.




– تقسيم المجتمع: تحويل اليمن إلى ساحة صراع طائفي بين من يؤيد الحوثيين ومن يعارضهم. 
– تدمير المؤسسات الدينية: تحويل المساجد من أماكن للعبادة إلى أدوات للترويج للأيديولوجيا الحوثية. 
– هجرة العلماء: فرار العديد من الأئمة والعلماء إلى الخارج خوفاً على حياتهم، مما أفقد اليمن مراجع دينية معتدلة.


تتهم عائلات الضحايا والأحزاب السياسية المجتمع الدولي بالتغاضي عن جرائم الحوثيين، خاصة مع استمرار تدفق الأسلحة إلى الجماعة رغم العقوبات. 
تقارير الأمم المتحدة تندد بانتهاكات الحوثيين، لكن دون اتخاذ إجراءات فعلية لوقفها، ما يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الإرهاب.

جرائم الحوثيين ضد العلماء ليست مجرد انتهاكات أمنية، بل هي هجوم على هوية اليمن الدينية والثقافية. مواجهتها تتطلب: 
– ضغوطاً دولية حقيقية لعزل الجماعة. 
– دعم الأصوات المعتدلة داخل اليمن. 
– توثيق الجرائم لمحاسبة المسؤولين في المستقبل. 
اليمن لا يستحق أن يُترك رهينة لعصابة ترفع شعارات دينية بينما تمارس أبشع أنواع الإرهاب.

الصورة المرفقة ليست مجرد نص، بل هي دليل إدانة ضد جماعة تزعم الدفاع عن الإسلام بينما تسفك دماء المسلمين. فمتى ينتهي هذا الكابوس؟

🔗 رابط مختصر:

اترك رد