google.com, pub-3455913717300994, DIRECT, f08c47fec0942fa0

صدى الواقع اليمني – تقرير: حسين الشدادي

مقارنة بين القدرات العسكرية بين إيران وإسرائيل لمن الغلبة


تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات عسكرية غير مسبوقة بعد اندلاع مواجهة مباشرة وعلنية بين إيران وإسرائيل، تجاوزت حروب الوكلاء والضربات السرّية إلى تبادل صاروخي وغارات جوية واسعة النطاق بين دولتين تُعدان من أكثر القوى تسليحًا في المنطقة. وفي ظل هذا التصعيد، تبرز تساؤلات جوهرية: من يمتلك التفوق العسكري؟ ومن له الغلبة في هذه الحرب؟ التقرير التالي يقارن القدرات العسكرية لكلا الطرفين في ضوء المعطيات الراهنة.


أولًا: التفوق الجوي – ورقة إسرائيل الحاسمة

تُعدّ القوة الجوية الإسرائيلية واحدة من أقوى أسلحة الردع في المنطقة، ويضم سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 600 طائرة، بينها مقاتلات F-15 وF-16، إضافة إلى طائرات F-35 الشبحية الأمريكية المتطورة. وقد أثبتت الأيام الأولى من الحرب قدرة إسرائيل على اختراق الأجواء الإيرانية، وتنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع نووية وعسكرية في عمق الأراضي الإيرانية.

في المقابل، يعاني سلاح الجو الإيراني من تقادم معظم طائراته (F-4، F-5، MiG-29)، رغم محاولات التحديث المحلي. وقد فشلت إيران حتى الآن في فرض سيطرة جوية، واقتصرت على الرد بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

النتيجة: تفوّق جوي واضح لصالح إسرائيل


ثانيًا: الصواريخ والطائرات المسيّرة – قوة إيران الكمّية

إيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة ومتنوعة، تشمل صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى مثل “قيام” و”شهاب” و”خرمشهر”، إلى جانب طائرات مسيّرة انتحارية أثبتت فعاليتها في عدة ساحات. وخلال الأيام الماضية، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على مدن إسرائيلية، مسببة قتلى ودمارًا، رغم تصدي القبة الحديدية الإسرائيلية لكثير منها.

في المقابل، تعتمد إسرائيل أكثر على قوتها الجوية في الضربات بعيدة المدى، لكنها تملك صواريخ دقيقة تُستخدم بشكل محدود ومركز.

النتيجة: تفوق إيراني في حجم الصواريخ، لكن إسرائيل تتفوق في الدقة والتوجيه

ثالثًا: الدفاع الجوي – القبة الحديدية تتحدى العاصفة

نجحت إسرائيل في السنوات الماضية في تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، تشمل “القبة الحديدية” لاعتراض القذائف القصيرة، و”مقلاع داوود” و”حيتس” للتصدي للصواريخ الباليستية. وقد تصدت هذه المنظومات بنجاح لمعظم الهجمات الإيرانية، لكنها واجهت صعوبة في صد وابل الصواريخ المكثف الذي أغرق الأجواء.

أما إيران، فتعتمد على منظومات “باور 373″ و”S-300” الروسية، لكن فعاليتها في التصدي للغارات الإسرائيلية بقيت محدودة، حيث تمكّنت الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ ضربات دقيقة داخل الأراضي الإيرانية.

النتيجة: تفوق دفاعي لإسرائيل رغم الضغط الكبير

رابعًا: الحرب السيبرانية والاستخباراتية

إسرائيل متقدمة في مجال الحرب السيبرانية والتجسس الإلكتروني، وقد شنت سابقًا هجمات ناجحة على برامج إيران النووية. ويُرجّح أن تكون عمليات التشويش واختراق الأنظمة الإيرانية جزءًا من الحرب الجارية حاليًا.

إيران بدورها طورت قدراتها في هذا المجال، وتنفذ هجمات سيبرانية ضد منشآت حيوية إسرائيلية، لكنها تظل دون المستوى الإسرائيلي تقنيًا.

النتيجة: الغلبة الاستخباراتية والتقنية لإسرائيل


خامسًا: القدرات النووية – ورقة الردع الكبرى

تُعد إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، رغم عدم إعلانها الرسمي، وتملك بحسب التقديرات 80 إلى 100 رأس نووي. في المقابل، تمتلك إيران برنامجًا نوويًا متقدمًا، لكنها لم تصل بعد إلى امتلاك سلاح نووي، وتخضع لضغوط دولية للحد من هذا الطموح.

النتيجة: الردع النووي لصالح إسرائيل




سادسًا: الحلفاء والدعم الدولي

تحظى إسرائيل بدعم عسكري وسياسي غير محدود من الولايات المتحدة، التي أرسلت تعزيزات جوية وبحرية إلى المنطقة، وتؤمن غطاءً دوليًا لإسرائيل في المحافل الدولية. أما إيران، فتعتمد على شبكة من الحلفاء الإقليميين (حزب الله، الحوثيون، فصائل عراقية) وقد تنقل المواجهة إلى عدة جبهات، لكن الدعم الدولي لها محدود.

النتيجة: الغلبة الدولية والسياسية لإسرائيل




التقييم العام: من يتفوق عسكريًا في هذه الحرب؟

مجال المقارنة الغلبة لمن؟

سلاح الجو إسرائيل
الصواريخ والمسيّرات إيران (عددًا)
الدفاع الجوي إسرائيل
الحرب السيبرانية إسرائيل
الدعم الدولي إسرائيل
الردع النووي إسرائيل


النتيجة الإجمالية:
رغم قدرة إيران على إيلام إسرائيل بصواريخها ووكلائها، إلا أن الميزان العسكري التقليدي والتقني يميل لصالح إسرائيل، خصوصًا إذا استمرت الحرب في إطار المواجهة المباشرة دون تدخل أطراف إقليمية جديدة.


هل نحن أمام حرب محدودة أم مفتوحة؟

حتى اللحظة، تحاول كل من إيران وإسرائيل تجنّب الانزلاق نحو حرب شاملة مدمّرة، رغم عنف المواجهة القائمة. وسيتوقف مسار الصراع في الأيام القادمة على حجم الأضرار، وقدرة الأطراف الدولية على ضبط التصعيد، أو العكس، دفعه إلى هاوية أكبر.

🔗 رابط مختصر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *