جارٍ تحميل الأخبار العاجلة...
Responsive Advertisement

جريمة فاروق فاضل تُشعل تعز: بين الانفلات الأمني والغضب الشعبي

صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي


تشهد محافظة تعز اليمنية حالة من الانفلات الأمني المستمر منذ سنوات، حيث لا يكاد يمر يوم دون وقوع جرائم تتنوع بين الاشتباكات المسلحة، وعمليات السطو على المحلات التجارية.
  
الجريمة التي فجرت الغضب الشعبي

أفادت مصادر محلية أن فاروق فاضل، المعروف بسجله الحافل بالجرائم والانتهاكات، ارتكب جريمة قتل بشعة راح ضحيتها مواطن في تعز. وقد وصفت الجريمة بأنها "وحشية وغير مبررة"، ما أشعل موجة من الغضب في الأوساط الشعبية.

الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها المتهم؛ فقد أشارت تقارير حقوقية وشهادات محلية إلى تورطه في عدة جرائم سابقة، من بينها السطو المسلح والاعتداء على المواطنين، دون أن تتم محاسبته.


الضغط الشعبي والإعلامي يدفع للتحرك

أثارت الجريمة الأخيرة موجة واسعة من الاحتجاجات الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب الآلاف بضبط المتهم وتقديمه للعدالة. حملات إعلامية مكثفة شاركت فيها وسائل إعلام محلية وصحفيون مستقلون سلطت الضوء على القضية، مطالبة بتحرك عاجل من السلطات لوضع حد لحالة التسيب الأمني التي تعصف بالمحافظة.

وردًا على هذه الضغوط، أصدر قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، توجيهات عاجلة إلى رئيس أركان المحور، اللواء عبدالعزيز المجيدي، بتكليف حملة أمنية لضبط المتهم فاروق فاضل. واعتبر اللواء خالد فاضل أن الجريمة "بشعة وغير مقبولة"، مؤكدًا ضرورة تقديم المتهم إلى العدالة فورًا.

الانفلات الأمني في تعز: بين ضعف الأجهزة الأمنية وتواطؤ بعض القيادات:

تعاني تعز من تفاقم ظاهرة الانفلات الأمني بسبب غياب هيبة الدولة وضعف أداء الأجهزة الأمنية. تشير مصادر محلية إلى أن العديد من الجرائم تُرتكب دون أي رادع قانوني، وسط انتشار واسع للسلاح في المدينة.

الأمر لا يقتصر على الجرائم الفردية، بل يتعداه إلى اشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تتصارع على النفوذ والمصالح. هذا الوضع جعل تعز بيئة خصبة لنمو الجريمة المنظمة وانتشار الفوضى.

ما زاد الأمر تعقيدًا هو تورط بعض القيادات الأمنية والعسكرية في تغطية جرائم بعض الأفراد المحسوبين عليهم، مما عزز شعور المواطنين بفقدان العدالة والأمان.

ردود الأفعال الشعبية

أعرب المواطنون في تعز عن غضبهم الشديد من استمرار حالة الانفلات الأمني وتجاهل الجهات الرسمية لمطالبهم المتكررة بتحقيق العدالة. وخرجت مظاهرات صغيرة في بعض أحياء المدينة للمطالبة بضبط الجناة وتحقيق الأمن.

إحدى المواطنات قالت: "نحن نعيش في حالة من الرعب اليومي. لا أحد منا يشعر بالأمان، سواء في منزله أو خارجه. كيف نثق في السلطات إذا كان المجرمون يظلون أحرارًا؟".

إجراءات المحور

تنفيذًا لتوجيهات اللواء خالد فاضل، انطلقت حملة أمنية مكثفة في مناطق متفرقة من تعز لضبط فاروق فاضل. وذكرت مصادر أمنية أن الحملة، التي شملت عمليات تمشيط واسعة، تهدف إلى ضبط المتهم وإرساء رسالة واضحة بأن القانون فوق الجميع.

قيادة محور تعز أكدت أنها ستواصل متابعة القضية لضمان تقديم المتهم إلى العدالة ومعاقبته وفقًا للقانون، مشيرة إلى أن هذا التحرك يأتي في إطار الجهود المبذولة لفرض هيبة الدولة واستعادة الأمن في المحافظة..

المطالب الشعبية

تفعيل دور الأجهزة الأمنية: دعا المواطنون إلى تعزيز كفاءة الأجهزة الأمنية وتوفير الدعم اللازم لها لتتمكن من أداء مهامها بشكل أفضل.

محاسبة المتورطين: طالب السكان بمحاسبة جميع المتورطين في الجرائم، بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم.

استعادة هيبة الدولة: شدد المواطنون على أهمية فرض هيبة الدولة وإنهاء مظاهر التسيب الأمني.

تعز تقف اليوم على مفترق طرق، إما أن تنجح السلطات في فرض القانون وإعادة الأمن، أو أن تستمر حالة الفوضى، مما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي في المدينة. قضية فاروق فاضل قد تكون نقطة تحول في مسار الأحداث إذا ما تم التعامل معها بحزم، لكنها أيضًا قد تكون مجرد إضافة إلى قائمة طويلة من الجرائم إذا لم تتم محاسبته بشكل عادل.

ما تحتاجه تعز اليوم ليس مجرد حملات أمنية مؤقتة، بل استراتيجية شاملة تستعيد ثقة المواطنين في السلطات وتعيد للمدينة طابعها المدني الآمن.

Post a Comment

أحدث أقدم