صدى الواقع - تقرير: حسين الشدادي
في ظل الأزمات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تتزايد الأدلة على خطورة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي تستغل الفوضى الإقليمية لتعزيز أجندتها العدائية ضد الملاحة الدولية وإسرائيل.
وفقاً لتحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، أظهرت جماعة الحوثي قدرة واضحة على الإفلات من العقاب، حيث توجه هجماتها متى وأينما شاءت دون مواجهة عواقب جادة.
رسائل التحدي الحوثية: إفلات من العقاب
منذ بداية الحرب في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، تبنت الميليشيات الحوثية خطاباً تصعيدياً وهجمات متزايدة استهدفت السفن الإسرائيلية والتجارة الدولية في البحر الأحمر.
أطلقت الميليشيات صواريخ كروز وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل، متجاهلة القوانين الدولية التي تحمي الممرات البحرية التجارية.
تشير تقارير إلى أن الحوثيين استخدموا تكتيكات مدروسة لإظهار سيطرتهم على مسرح البحر الأحمر.
ففي حين ركزوا على ضرب أهداف في إيلات، لم يترددوا في توسيع نطاق الهجمات لتشمل سفن شحن مدنية في المياه الدولية.
الهجمات أدت إلى تحويل مسارات السفن التجارية عبر رأس الرجاء الصالح، مما زاد التكاليف والانبعاثات وأطال أوقات الرحلات بشكل كبير، وفقاً لموقع GCaptain.
الرد الإسرائيلي المحدود والمخاوف الإقليمية
رغم أن إسرائيل ردت على الهجمات الحوثية بست ضربات استهدفت موانئ يمنية ومنشآت صاروخية تحت الأرض، إلا أن هذه الردود لم تكن كافية لردع الحوثيين.
التحليل يؤكد أن الجماعة طورت بنية تحتية معقدة تخفي فيها الصواريخ والطائرات المسيرة في كهوف ومجمعات محصنة، ما يجعل استهدافها صعباً.
هذا الواقع يثير تساؤلات حول جاهزية إسرائيل للتعامل مع تهديد أكبر يتمثل في مواجهة مباشرة مع إيران، إذا ما قررت التصدي لطموحاتها النووية.
وبحسب التحليل، فشل المجتمع الدولي في استيعاب خطورة الحوثيين الذين باتوا أداة بيد إيران لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على حساب استقرار المنطقة.
تهديد الملاحة الدولية: قرصنة بلا مساءلة
لم تقتصر الاعتداءات الحوثية على الهجمات الصاروخية؛ فقد استولت الجماعة على سفينة "جالاكسي ليدر"، دون أن يُعرف حتى الآن مصير طاقمها، مما يبرز عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات جادة لحماية الممرات البحرية.
تتخذ هذه الجماعة من شعارات دعم غزة غطاءً لتبرير عدوانها، بينما تستهدف أطقم سفن مدنية بريئة.
هذه الهجمات تمثل تهديداً حقيقياً للتجارة الدولية، حيث أصبح البحر الأحمر ساحة خطيرة تتجنبها السفن التجارية.
التحليل يبرز أن هذه التهديدات تؤدي إلى تقويض الثقة في الممرات البحرية، مما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي برمته.
دروس من الفشل الدولي
تكشف تقارير عديدة، بما فيها تلك المنشورة في جيروزاليم بوست وصدى الواقع، عن ضعف الاستجابة الدولية لاعتداءات الحوثيين.
رغم محاولات الولايات المتحدة ودول أخرى ردع الميليشيات، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.
يكمن السبب في تعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين كجماعة غير حكومية، ما يمنحهم مساحة للمناورة والإفلات من العقاب.
إيران، التي تقف خلف الجماعة، تواصل تزويدهم بالتكنولوجيا والأسلحة، ما يجعلهم أداة استراتيجية لزعزعة استقرار المنطقة.
الحوثيون وإيران: التحالف المستمر
الحوثيون ليسوا سوى وجه آخر للنفوذ الإيراني في المنطقة، استخدامهم كوكيل في الحرب ضد إسرائيل والتجارة الدولية يعكس استراتيجية طهران طويلة الأمد لتوسيع نفوذها عبر وكلاء غير حكوميين.
وبحسب التحليل، فإن هذه الجماعات تتصرف بجرأة لأنها تعلم أن المجتمع الدولي يفتقر إلى الإرادة السياسية لمحاسبتها.
الحاجة إلى موقف حازم
إن تصاعد العدوان الحوثي في البحر الأحمر يمثل تحدياً أمنياً وسياسياً للمجتمع الدولي.
من الضروري أن تتحرك الدول الكبرى لردع الميليشيات ومنعها من تهديد التجارة الدولية وفرض أجندتها العدوانية.
صحيفة صدى الواقع تدعو إلى مواجهة شاملة للنفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة، ومحاسبة الحوثيين على جرائمهم ضد الملاحة الدولية.
استمرار صمت المجتمع الدولي لن يؤدي إلا إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، مما يجعل المنطقة رهينة لأجندات متطرفة تهدد أمن العالم بأسره.
إرسال تعليق