صدى الواقع - كتب: أيمن صلاح الطاهري
نحن اليمنيين أبناء الأرض التي احتضنت أعظم الحضارات، والجبل الذي صاغ أرواحنا، والوادي الذي حمل خيراتنا
هويتنا ليست مجرد انتماء جغرافي أو إرث عابر، بل هي نسيج عميق يمتد بين جذور الماضي وأفق المستقبل، محفور في قلوبنا كما هو منقوش على جدران معابدنا رمزنا الوعل ليس شكلاً جمالياً أو أثراً تاريخياً فحسب، بل هو تجسيد لحكاية أمة صاغت وجودها بصبر الجبال وشموخ القمم
اختيارنا للوعل ليس عشوائياً، فهو رمز لروح الإنسان اليمني الذي يعرف كيف يتشبث بالحياة مهما اشتدت المحن، كائن يعتلي القمم بلا تردد، وينظر من أعاليها بثقة دون أن يفقد تواضعه هكذا نحن، أبناء سبأ وحمير، نحمل في داخلنا صلابة الصخر ومرونة الماء، نواجه التحديات بقلب قوي، ونعيش بحب عميق لهذه الأرض التي تمنحنا الحياة
في عمق هويتنا، لا نرى تناقضاً بين الإيمان بالسماء والانتماء للأرض. نحن من عرف الله في تأمل الجبال وهدوء السهول، ومن أدرك أن الدين والوطن ليسا خطين متوازيين، بل نهران ينبعان من منبع واحد قرون الوعل التي تزين تاريخنا ليست مجرد نقوش حجرية، بل رسائل تحمل معنى الثبات والشجاعة والتوازن، دعوة لأن نكون أقوياء في وجه الرياح، ومتصلين بجذورنا مهما صعدنا في سلم الحياة
الهوية بالنسبة لنا ليست عائقاً أمام التطور، بل بوابة للتجذر والإنطلاق هي توازن بين حب الأرض التي منها خلقنا، وولائنا للخالق الذي وهبنا هذه الحياة كما يعانق الوعل صخور الجبال دون أن ينفصل عن جذوره في الوادي، كذلك نحن، نصعد بأرواحنا إلى الإله، ولكننا نبقى متصلين بتراب اليمن الذي يسكن فينا
فلسفتنا في الحياة قائمة على معادلة بسيطة وعميقة أن تؤمن بقلبك، وتحب بوطنك، وتعيش بتوازن بينهما ليس في قاموسنا تناقض بين عبادة الخالق وخدمة الأرض، لأن الحب يوحدهما نحن من نحمي رموزنا ليس لأنها أشكال فانية، بل لأنها قصائد تحكي حكايتنا، وتدعونا لأن نكون أوفياء لجذورنا، ثابتين في قيمنا، ومتصلين بما هو أعمق من الحدود والزمان
عندما ننظر إلى الوعل، نرى فيه دعوة لأن نكون كما كنا دائماً جبالاً في قوتها، وأنهاراً في نقائها، وصلاة في خشوعها. دعوة تقول عش بروحك في السماء، وازرع حبك في الأرض، وكن اليمني الذي يحمل وطنه في قلبه كما يحمل الإيمان في روحه
#يوم_الوعل_اليمني
إرسال تعليق